يعمل "عم سيد" مكوجى رجل (بالقدم) منذ أربعين عاماً ويقول عن ايام زمان:"المهنة كانت من أهم المهن والدخل كان كبير الى أن ظهرت المكواه الكهربائية، فتبدل الحال وأصبحت المحلات تستخدمها كما أنه لا يوجد بيت الأن يخلو من المكواه". حين تنظر اليه تجده محني الظهر لا يستطيع أن يفرد قامته كأي انسان عادي. ليس هذا بسبب عيب خلقي، لكن بسبب مهنته التي تستلزم أن يكون محني الظهر طيلة ساعات عمله ويستخدم القدمين. لهذا لا يريد ان يعلم ابنه المهنة! أنه عم سيد أبو هوانة مكوجي الرجل ( القدمين).
المحل ذو الباب الخشبي يظهر عليه علامات الزمن كصاحبه تماماً، الحوائط سوداء من تأثير تسخين مكواته، التي يضعها على النار حتى تحمر كالجمر، فيأخذها ويضع رجله عليها ويقوم بكي الملابس التي غالباً ما تكون جلاليب بلدي، بجانب بعض البناطيل والقمصان. يقول عم سيد:"هناك من نصحني بأن أغير مهنتي وأعمل فى مهنة اخرى أنا لا أعرف أي مهنة اخرى، كما أنني مرتبط بالمكواه والمحل، دي عشرة عمر". ويترحم على من علمه المهنه ويذكر أنه كان رجلاً طيباً.
في المواسم خاصة ووقفتي العيدين، وأعياد اخواننا المسيحيين أيضا، كانت الزبائن تقف بالطوابير أمام المحل ينتظر كل منهم الملابس التى سيرتديها، أما الأن فالأعياد جميعها سواء إلا أن هناك من يرتدون الجلابيب ويفضلون مكواة الرجل، لأن المكواه الكهربائيه لا تكوي الجلابيب كما يكويها هو بمكواته التى تطبع قدمه على حديدها من كثرة الضغط عليها، هكذا يرى عم سيد.
يحلم عم سيد الذي يكوي بقدمه ان يجد لابنه (صاحب المؤهل العالي) على وظيفة محترمة، فقد حرص على ألا يعلم ابنة المهنة، حتى لا ينحني ظهره كما حدث له ويصير عجوزا قبل الاوان.. بتصرف عن مبتدا.
حقوق النشر للمواد الحصرية الخاصة محفوظة لموقع "فرفش" ولا يجوز اعادة نشر او تعديل او نقل مواضيع أو افكار "فرفش" الحصرية الخاصة حفظا لمجهود كت ابنا ومراسلينا.
.jpg "صورة رقم 1 - صور وفيديو عم سيد يكوى بقدمه منذ 50 عاما: لن اعلم ابني المهنة")
.jpg "صورة رقم 2 - صور وفيديو عم سيد يكوى بقدمه منذ 50 عاما: لن اعلم ابني المهنة")
