تشدنا الاساطير الشعبية لسماعها في كل جيل ويستمتع بها الصغار والكبار. ومن اهم الاساطير الشعبية العربية ثلاث: الاولى هي ابو زيد الهلالى الشخصية الشجاعة الخارقة التي احبها الشعب العربي، والثانية هي حكاية علاء الدين ومصباحه السحرى، والاسطورة الثالثة عن بطولة ورجولة الزير سالم. هذه الأساطير وغيرها جمعها الدكتور محمد ممتاز عبد القادر في موسوعته الخاصة عن الأساطير، اليكم بعض المعلومات عن هذه الحكايات الثلاث.
ابو زيد الهلالي
بطل أشهر الملاحم الشعبية العربية المعروفة بسيرة بنى هلال، وقد صورت الملحمة وقائع العرب فى الفترة من منتصف القرن الرابع الهجرى وحتى منتصف القرن الخامس الهجرى، إبان عصر الدولة الفاطمية، ومهدت الملحمة ولادة هذا البطل بحادث فذ جعله يبدو كإنسان خارق.
ابوزيد الهلالي في المعركة
وترتكز بطولة ابو زيد على دعامتين، الأولى الشجاعة وقد بالغ فيها الشعب العربى حتى أخرجها من الممكن وتجاوز بها الطاقة البشرية، وكاد يعتبرها من الخوارق، أما الدعامة الثانية فهى الحيلة وقد أهله الشعب العربى لها بأن علمه مختلف العلوم والفنون واللغات، فهو يستطيع أن يتنكر فى أى زى وأن يحترف أى مهنة، وأن يتحدث بأى لغة، ومن هنا جاء المثل العربى الشهير "سكة أبو زيد كلها مسالك"، كناية عن قدرته الخارقة على اجتياز الصعاب، وقد آثر الشعب العربى هذه الشخصية بحبه وأعطاها مكان الصدارة، ليس فقط بين أبطال سيرة بنى هلال وإنما أيضاً بين أبطال السير الشعبية جميعاً.
ابوزيد الهلالي في المعركة
علاء الدين
بطل أسطورة مصباح سليمان التى وردت فى ألف ليلة وليلة، وهو ابن خياط صينى فشل أبوه فى تدريبه على مهنته، وهى الخياطة، وتذهب الحكاية إلى أن ساحراً مغربياً أغراه بأن يدخل كهفه للحصول على مصباح سحرى، وأعطاه الساحر خاتمه لكى يحفظه من الأذى والخوف، وقبل أن يصعد علاء الدين من الكهف ملأ جيوبه بجواهر وجدها تنمو فوق الأشجار فى الكهف.
علاء الدين ومصباحه السحري
ورفض الساحر أن يساعده على الخروج من الكهف وطلب منه أن يسلمه المصباح فأبى علاء الدين أن يستجيب إلى طلبه، فما كان منه إلا أن أغلق دونه مدخل الكهف وتملك اليأس علاء الدين، وظن أنه لن يخرج أبداً من سجنه هذا، فما كان منه إلا أن حك الخاتم الذى أعطاه إياه الساحر فظهر له الخادم الموك ل بالخاتم، فطلب منه علاء الدين أن يخرجه من الكهف إلى سطح الأرض فاستجاب له الخادم، وعرف سر المصباح السحرى مصادفة أيضاً وظهر له خادم هذا المصباح فأمره أن يزوده بكل ما كان يحتاج إليه هو وأمه.
علاء الدين ومصباحه السحري
وأحب علاء الدين "بدر البدور" ابنة السلطان وفاز بها بعد أن حقق طلب السلطان وهو أن يبنى لها قصراً منيفاً فيه 24 نافذة مصنوعة من الأحجار الكريمة، وتمكن من تحقيق هذا الطلب بمعاونة الجنى خادم المصباح، وعرف الساحر أن المصباح أصبح فى حوزة علاء الدين فانطلق ينادى فى الطريق: من يريد أن يستبدل بمصباحه القديم مصباحاً جديداً؟. وجازت الحيلة على الأميرة بدر البدور وأعطته المصباح السحرى. وما أن استولى عليه الساحر حتى أمر الجنى أن ينقل قصر الأميرة إلى بلاد المغرب، لكن علاء الدين استطاع أن يسترد المصباح بمساعدة الجنى الموكل بالخاتم وتخلص من الساحر بقتله.
الزير سالم
هو بطل السيرة الشعبية المعروفة باسمه، وتروى هذه السيرة أن قوم الزير سالم كانوا يعيشون فى أمن وطمأنينة إلا أن وفد عليهم التبع حسان من اليمن فاغتصب أرضهم وصلب أميرهم ربيعة، والد الزير سالم، وقد انتقم كليب من التبع حسان حين أراد أن يتزوج من خطيبته جليلة بنت مر ة، وهى ابنة عمه، وقتل كليب حساناً ونصب نفسه ملكاً على أرض بكر وتغلب، وطمع جساس فى الملك وشجعته على ذلك سعاد أخت التبع حسان.
الزير سالم
وحدث أن رمى كليب ناقة للبسوس بسهم فأرداها فاستغاثت بجساس فانتهز الفرصة لتحقيق أحلامه، ومن ثم قتل كليباً ابن عمه، وعند ذلك طالب الزير سالم بالقصاص من جساس تحقيقاً للعدل فدارت رحى الحرب بين بكر وتغلب وكان النصر فيها حليفاً للزير سالم دائماً.
طابع بريد سوري عن الزير سالم
وغدر قوم جساس بالزير سالم ساعة نومه وفى غيبة رفاقه، وانتهى به الامر فى صندوق فى البحر، ودفعته الأمواج إلى بيروت ووقع الصندوق بين يدى الملك فأخرجه منه وعالجه من جراحه إلى أن شفى منها، وجعلهً قائداً لقوات هذا الملك واشترك معه فى حروبه ضد أعدائه وأنقذه منهم، وأراد الملك أن يكافئه على بسالته فأرسله إلى أهله معززاً مكرماً. ويشخص لقب الزير سالم الرجولة فى كثير من المبالغة، والراجح أن هذه السيرة دونت فى العصر المملوكى فى ظلال حكم العثمانيين. بتصرف عن اليوم السابع.
