الموسيقارعبدالوهاب
"نصيبى أشوفك هنا"
فعندما دخلت فيللا عمر الرفاعى كانت صورتها القديمة فى ذهنى ومخيلتى تلك السيدة الجميلة الملامح ذات الطلة الأبهة والأناقة الكاملة والعقل الراجح والعزوف عن الضوء تماماً. و.. ورأيتها. نهلة القدسى بعد هذه السنين ورحيل الأستاذ "تحمل توقيع الزمن" ولكن ذاكرتها حاضرة. قلت: شقة الزمالك مغلقة! قالت: رجعت لصاحب البيت! قلت: ألم تكن شقة يمتلكها الأستاذ عبدالوهاب؟ قالت: كنا ساكنين بالإيجار.
كان بيدفع ميت جينه إيجار قديم. قلت: ومحتويات الشقة؟ قالت: رجعت لمحمد، ابن عبدالوهاب، قلت: والخزنة الصغيرة التى كان يحتفظ فيها بألحان لم ينفذها وكلمات أغان لم تر النور؟ قالت: والخزنة تسلمها محمد وهو مقيم فى فرنسا، قلت: هل كان ممكناً أن تعيشى عندنا فى مصر؟ قالت: "كنت اتجننت" كنت أحس بالنحنحة وأسمعها وأتصور أنه داخل الصالون بالروب، مكنش ممكن أستمر فى مصر. وبعدين اللى كانوا جنبى فى مصر راحوا ليلى فوزى وهدى سلطان أنا زى ما انت عارف وقعت وكان الوضع سيئاً، ونقلنى عمر لأمريكا ولا أخرج إلا مرة واحدة فى الشهر.
الموسيقار محمد عبدالوهاب مع عبدالحليم
علاقة الاستاذ مع ام كلثوم وعبد الحليم!
قلت لنهلة هانم: بعد أربعين عاماً من الصمت، أريد أن أسألك: ما سر الوسوسة الفنية فى حياته؟ قالت: الرغبة فى الإتقان. قلت: ما سبب الوسوسة الصحية؟ قالت: خوفه الزائد على حياته. قلت: ما أهم صفة حين يأكل؟ قالت: المضغ الجيد "على مهله" قلت: هل تتحدثين معه وهو يتناول وجباته فى أمور حياتية؟ قالت: ممنوع الكلام مهما كانت المشكلة! قلت: متى تقررين الابتعاد المؤقت الذى دائماً يشيد به؟ قالت: أول ما يسرح ويدق بأصابعه على أى شىء ويدندن لوحده، أشعر أن "لحظة الولادة جت"!
كيف يا نهلة هانم كانت علاقته بالست أم كلثوم؟ قالت بسرعة: كانوا بيغيروا من بعض! قلت: وعلاقته مع عبد الحليم حافظ: كان يحبه بلؤمه! قلت: هو عبدالحليم لئيم؟ قالت: بتسألنى عن عبدالحليم يا مفيد؟ قلت: ما رأى الأستاذ فيه؟ قالت: ذكى وألأم خلق الله! قلت: هل الأستاذ والست أم كلثوم عملوا فيه مقلب فى إحدى حفلات الثورة أمام عبد الناصر؟ قالت: حليم كان عصبى ليلتها! هل الست أم كلثوم كانت معجبة بصوت عبدالحليم؟ قالت باستنكار: أم كلثوم فنانة "لغاية ضوافرها" على رأى محمد وكانت بتحب صوته!
قلت: لماذا كان التليفون وسيلته للناس؟ قالت: يفضل التليفون عن الخروج. قلت: مع من كان يتكلم بفضفضة؟ قالت: كان "يرغى" بالساعات مع مصطفى محمود فى الحياة والموت والعبادة الصحيحة. قلت: هل حضرتك وراء طرد مغنية ليست مصرية كانت "تريد مجداً" من الأستاذ؟ قالت نهلة القدسى: كلام فارغ وتشنيعات سخيفة. خد بالك الفنانة اللى تحترم نفسها أشيلها فوق راسى. عندك الفنانة التونسية لطيفة، محمد قال لها "بخرى صوتك م الحسد" وعجبنى أوى المعنى.
" موسيقار الأجيال: كان يغار من ام كلثوم "
ولما قال للفنانة نجاة الصغيرة "انت كلك إحساس وعاوزك تسقى حروفك إحساس" كان على حق، إنما مغنية عاوزة تدلع و"تعمل شو" عيب! قلت لها: ما علاقتك بأولاد الأستاذ؟ قالت: بنتكلم مع بعض أنا وعصمت وأحمد ومحمد أولاده، وأنا بيربطنى بمحمد "ود كبير" أكتر من أى حد تانى. قلت لها: سمعت الأستاذ يقول مرة "ضع 5? نسبة غدر مع أى صديق قبل صدمتك فيه" قالت نهلة القدسى: مظبوط! . قلت: ماذا يمثل لك عبدالوهاب؟ قالت: أمه وأخته وحبيبته وزوجته.
وعن سيدة السشاشة العربية فاتن حمامة قالت نهلة القدسى: من اكتشافات المخرج محمد كريم لكن أول ظهورها على الشاشة كان مع محمد عبدالوهاب. كان محمد لما يشوف الفيلم ده يقول "مش ممكن حجب موهبة بالطعامة دى". قلت لنهلة هانم: كان الأستاذ عبدالوهاب يطلق عليك "هدية من السماء"، فقالت: كان يبالغ، قلت: كان على حق؛ لقد لعبت أدواراً مهمة. منحته الراحة النفسية والاتزان الاجتماعى والعلاقات القليلة وحافظت على فنه وصحته دعينى أسألك! قالت: لسه عندك أسئلة؟ قلت: لماذا حرصه الجنونى على المواعيد؟ قالت: لأنه منظم كالساعة. قلت: لماذا كان يكره الإضاءة المباشرة فى التصوير ويستعين بالأستاذ المصور وحيد فريد؟ قالت: أضعف ما فى جسم عبدالوهاب نظره. والإضاءة المباشرة تفقده القدرة على الكلام وتصيبه بصداع مفاجئ.
الموسيقار محمد عبدالوهاب مع أم كلثوم
قلت لنهلة هانم: ماذا يمثل لك هذا الفتى الجميل السفير عمر الرفاعى؟ قالت: "حياتى". قلت: ما الذى تفتقدينه فى عبدالوهاب فى وحدتك؟ قالت: عبدالوهاب نفسه. قلت لها: ألا يستحق عبدالوهاب مسلسلاً عن حياته من باب الشعرية إلى المجد؟ قالت فى أسى: لما إنعام محمد على تفكر نمدها بالمعلومات. سألتها: هل كان يكتب مذكراته وآراءه فيمن حوله؟ قالت: فى السنين الأخيرة وأطلع الشاعر فاروق جويدة على بعضها والباقى فى خزنة تحت تصرف ابنه محمد، قلت: هل كان يكتب بقلمه؟ قالت نهلة القدسى: كان بيسجل بصوته. ! بتطرف عن المصري اليوم.
نهليات
1- كان بيعمل حساب لألحان السنباطى.
2- لم يشعر بعمره إلا بعد وفاة أمه.
3- يعتز بشدة بكلمات الشاعر حسين السيد.
4- أنا الزوجة الثالثة لمحمد عبدالوهاب.
5- كاظم الساهر غنى له "بفكر فى اللى ناسينى".
6- نجاة الصغيرة غنت لعبدالوهاب "أيظن وأسألك الرحيلا" من أشعار نزار قبانى.
7- كان يثق فى حس كامل الشناوى ويستظرفه.
8- كان وفدياً ولكنه أعلن أنه مغنى كل الناس.
9- سعى للتعرف على د. لويس عوض واقترب منه.
10- كان عاشقاً للشوربة الساخنة على الغداء.
11- كان يقرأ صحف الصباح عصراً.
12- ربطات العنق أكثر ما يهمه فى ملابسه.
13- كان يصفك كصحفى بالقدرة على "النكش".
14- كان يحب "قفلات" محمد ثروت فى غنائه.
15- لآخر لحظة فى حياته كان يقول "الأوتومبيل" على سيارته و"الشوفير" على السائق.
16- كانت تربطه علاقة متحضرة بزوجى السابق عبدالمنعم الرفاعى والد عمر.