تزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءا في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 51 يوما، وما زالت اسرائيل تماطل في مطالب الفلسطينين، مع استمرار الحصار وعدم البدء بمشروع اعادة الاعمار. من جانبها تلوح اسرائيل برد قاسي في حال قامت الفصائل الفلسطينية بأي محاولة للتصعيد، وقد استبعد المحلل السياسي حسن عبدو، حدوث تصعيد في الوقت الراهن.
قال حسن عبدو: "العودة للتصعيد فرضية محتملة بحسب ما أشار بذلك عدد من قيادات الفصائل في غزة، ولكنني استبعد مثل هذه الفرضية خلال الأيام القادمة، لأن الجميع يلجأ الى محاولة تخفيف حجم الحصار عن قطاع غزة في هذه المرحلة".
محللون: من غير المستبعد نشوء فصائل متطرفة مثل داعش في غزة
أضاف: "تصريحات التصعيد مرتبطة ببقاء الحصار وعزل قطاع غزة عن العالم وعدم البدء في اعادة الاعمار، و الغرض منها الاشارة الى حجم المعاناة وحجم الحصار "، مؤكدا أن تلك التصريحات ما هي الا رسائل سياسية أكثر منها ارتباطا بمعركة أو تصعيد جديد.وعن التجارب الصاروخية لحماس، بين عبدو: "المقاومة الفلسطينية وتطوير الامكانيات حق مشروع لحماس وكافة الفصائل للاستعداد لأي عدوان جديد، ومهمتها الأساية منع العدوان من تحقيق أهدافها"
السيناريو القادم
وتوقع عبدو أن يكون السيناريو القادم في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه في قطاع غزة، وعدم رفع الحصار، وارتخاء قبضة السلطة في غزة، أن يولد عدد كبير من الفصائل الصغيرة لتكون مقدمة لفوضى لا يستطيع أي أحد ضبطها في غزة أو خارج قطاع غزة -يقصد عبدو ظهور فصائل متطرفة كداعش- من جانبه، اكد المحلل السياسي أكرم عطا الله أن الفصائل الفلسطينية غير مستعدة لمعركة جديدة ولكن يأتي التهديد بالقوة كبديل عن استخدام القوة، وحتى تخرج حماس نفسها من الحرج في ظل التراخي الاسرائيلي في موضوع المفاوضات وعدم تقديمها أي تنازلات ".
في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه في قطاع غزة، وعدم رفع الحصار، وارتخاء قبضة
السلطة في غزة، أن يولد عدد كبير من الفصائل الصغيرة لتكون مقدمة لفوضى
وبالنسبة للاوضاع في سيناء قال عطاالله أنها أثرت انسانيا وسياسيا على قطاع غزة، موضحا: "أصبح قطاع غزة منفصلا عن العالم، كما أن ذلك يزيد الحصار في ظل عدم وجود بديل عن معبر رفح، واغلاق الأنفاق، ومن الصعب تصور الأوضاع في غزة في ظل استمرار اغلاق معبر رفح لأن الاقتصاد الفلسطيني مرتبط ارتباطا قويا بالاقتصاد المصري"
أصبح قطاع غزة منفصلا عن العالم، كما أن ذلك يزيد الحصار في ظل عدم وجود بديل عن معبر رفح
أما سياسيا، قال عطا الله: "حجم الاتهامات التي يتهم فيها قطاع غزة كبيرة وخطيرة والفصائل لم تعالج هذه الاتهامات، وفي هذه الأوضاع توفرت لدى حماس فرصة لتحسين الأوضاع مع مصر وتعلن استنكارها وتنديدها للعمل الارهابي في سيناء" مستدركا: "حماس اكتفت بالتأكيد أن ليس لها علاقة بالاعمال الارهابية في سيناء، وكان الأولى أن تندد بالعمل الارهابي ومقتل الجنود المصريين في العملية الأخيرة بسيناء وتؤكد أن الفلسطينيين مع مصر شعبا وحكومة وجيشا، وبالتالي هي اضاعت فرصة لتحسين الأوضاع مع مصر".
