سجل كبير من جرائم الاغتيالات لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن بدأت في القضاء على كل من يقف أمام منهجهها، لتسجل صفحات الدم لعنف الإخوان، ضحايا كثر سقطوا لوقوفهم أمام حلم "حسن البنا" الذي بدأه في 22 آذار/ مارس 1928، اختلفت الأدوات والأساليب ويبقى الفكر والمنهج واحدًا لا يتغير، وهو العنف والدم الذي اتخدته الجماعة سبيلًا ومنهجًا يتوارثه أعضاؤها حتى تحولت إلى تنظيم دولى.
وتمر اليوم الذكرى الـ60 على قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحل جماعة الإخوان المسلمين، واتخذ عبدالناصر هذا القرار في 29 أكتوبر 1954، بعد محاولة اغتياله أثناء إلقائه خطابه الشهير بالمنشية.
جمال عبد الناصر
نقل متفجرات
انكشف أمر التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين، عندما قام عدد من أعضاء التنظيم بمحاولة نقل أوراق خاصة وبعض المتفجرات والأسلحة الخاصة بالتنظيم في سيارة جيب في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948، من إحدى الشقق بحى المحمدى إلى شقة أحد أعضاء التنظيم بالعباسية، ولكن السيارة لم تكن تحمل أرقامًا، الأمر الذي أدى إلى الاشتباه بها ليتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة.
اغتيال النقراشي
أدى هذا الأمر إلى إعلان "النقراشي" باشا، رئيس الوزراء آنذاك، أمرًا عسكريًا بحل الجماعة وتأميم ممتلكاتها، وفصل موظفي الدولة من الإخوان واعتقال أعضائها، وفصل الطلبة المنتمين إليها، وهو ما أدى إلى اغتيال "النقراشي" باشا من قبل الجماعة بعد ذلك، وانتهت القضية ببراءة التنظيم من التهم المنسوبة إليه وإلغاء قرار حل الجماعة.
النقراشي باشا
قام "عبد المجيد أحمد حسن" المنتمى إلى الجماعة الإرهابية، والذي كان متخفيًا في زى ضابط شرطة باغتيال رئيس الوزراء آنذاك "النقراشى" باشا، بعد أن قدم التحية لـ"النقراشى" عندما هم بركوب المصعد بإطلاق 3 رصاصات في ظهره، عقب قيام "النقراشى" بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948. أصدر عقب هذا الحادث "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بيانًا يستنكر فيه ممن قام بهذا الجرم وتبرأ من فاعليه، قائلًا: "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين"، وتم الحكم على القاتل بالإعدام".
اغتيال الخازندار
كما رتب التنظيم لاغتيال "أحمد الخازندار" القاضى المصرى، وتولى "الخازندار" قضية أدين فيها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، ويعتبر "الخازندار" من أبرز الشخصيات التي اغتالتها الجماعة بعد أن أصدر حكمه بالسجن على المتهمين الإخوان بالأشغال الشاقة المؤبدة لاعتدائهم على جنود بريطانيين في الإسكندرية في تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 حسبما ذكر وزير الأوقاف المصرى الأسبق عبد العزيز كامل في مذكراته.
أحمد الخازندار
وبعد الحكم الذي أصدره "الخازندار" قال رئيس النظام الخاص عبد الرحمن السندى، إن "حسن البنا" المرشد العام للجماعة قال في أحد اجتماعاته "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"، وهو ما اعتبره أعضاء في التنظيم بمثابة "ضوء أخضر"لاغتيال الخازندار، ليقوم "حسن عبد الحافظ" و" محمود زينهم" الأعضاء بالجماعة بإطلاق وابل من الرصاص على "الخازندار" أثناء خروجه من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط القاهرة، حيث مقر محكمته وكان في حوزته ملفات قضية أخرى متهم فيها عدد من جماعة الإخوان المسلمين وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، ليسقط ضحية جديدة من ضحايا الإخوان في 22 آذار/ مارس 1948.
اغتيال العيسوي
وفي 24 من شباط/ فبراير 1945 قام "محمود العيسوى" بإطلاق الرصاص على "أحمد ماهر" باشا أثناء مروره بالبهو الفرعونى، وتوفى في الحال، وكان "أحمد ماهر" متوجهًا لمجلس النواب لإلقاء بيان، وتم إلقاء القبض بعد الحادث على كل من "أحمد السكرى،حسن البنا، عبد الحكيم عابدين" وبعد أن اعترف "العيسوى" بأنه منتمٍ إلى "الحزب الوطنى" تم الإفراج عنهم. ويقول "أحمد حسن الباقوري" في شهادته في كتابه "بقايا ذكريات" التي خطها بيده إثبات انتماء "العيسوي" لجماعة الإخوان، وأن أعضاء "النظام الخاص" داخل الجماعة لم يكونوا معروفين إلا لفئة قليلة، وقد قرروا الانتقام من أحمد ماهر بعد إسقاط "البنا" في انتخابات الدائرة بالإسماعيلية، وكان العيسوي من أكثر المتحمسين لذلك.
إعادة تنظيم الجهاز الخاص
وبعد أن تولى حسن الهضيبي منصب المرشد العام للجماعة، توجه إلى إعادة تنظيم الجهاز الخاص وتصحيح أوضاعه، وإنهاء حالة السرية إلى العلانية التي كانت موجودة في عهد حسن البنا برئاسة عبد الرحمن السندي، وهو ما قابله السندى مجاهرة بالرفض وأدى إلى تطور الأمر، فما كان من الهضيبى إلا أنه استعان بيوسف طلعت لإعادة تشكيل الجهاز الخاص بدلًا من السندى.
حسن البنا مرشد الاخوان المسلمين
وكان المهندس سيد فايز من الناقمين على تصرفات السندى، وهو أحد كبار المسئولين في النظام الخاص، فقرر الامتثال لأمر المرشد، وسعى إلى ضم أفراد النظام الخاص التي كان يشرف عليها السندى إلى قيادته الجديدة برئاسة يوسف طلعت، ولتحرير هذا النظام في القاهرة على الأقل من سلطته وضع نفسه تحت أمرة المرشد العام، واستطاع إقناع أعضاء النظام بالقاهرة عن طريق اتصالاته بهم، نظرًا لأنه كان مسئولا عنه في فترة من الفترات. ويأتى حادث اغتيال سيد فايز ليعكر صفو الانتقال من النظام الخاص القديم تحت قيادة يوسف طلعت إلى النظام الجديد، وتم التدبير لاغتياله عن طريق، صندوق من الديناميت وصل إلى منزل "سيد فايز" على أنه هدية من الحلوى بمناسبة المولد النبوى الرشيف ليفتحه "فايز" معلنًا نهايته هو وشقيقه الصغير صاحب الـ9 سنوات في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1953 بعد انفجاره في وجهه.
