"بطلة رأي عام جديدة استحوذت مؤخرًا على الجمهور الفلسطيني بالضفة. لا يدور الحديث عن صحفية محترفة أو سياسية سليطة اللسان، بل عن طفلة 8 أعوام تنقل رسائلها بواسطة كاميرا هاتفها المحمول، التي توثق بها في كل المناسبات المواجهات مع جنود الجيش الإسرائيلي". بهذه الكلمات وصفت القناة الثانية الإسرائيلية الطفلة جنى التميمي من قرية النبي صالح التي تعد تقريرًا أسبوعيًا عن مسيرة قريتها والتي توثق فيه الممارسات القمعية للاحتلال.
وأضافت: "في الوقت الذي يحاول فيه مراسلو الشبكات الأجنبية الأخرى إيجاد زوايا جديدة لتغطية الصراع في الشرق الأوسط، تصل طفلة فلسطينية واحدة وتقوم بذلك بشكل أفضل منهم، بينما سلاحها الوحيد هاتف محمول. التوثيق الذي تنشره يحظى بإعجاب شديد بين الفلسطينيين، حيث تحولت هناك إلى بطلة شعبية حقيقية".
جنى اتخذت قرار الخروج وتوثيق المواجهات مع جنود الاحتلال للمرة الأولى عندما لاحظت خلال إحدى المسيرات الفلسطينية الحضور الهزيل للمراسلين الأجانب، حيث تقول: "في هذا الوقت سألت نفسي لماذا لا أصور؟. أدركت أن بإمكاني أن أُسمع صوت المتظاهرين للشعب الفلسطيني، لكل الأطفال بفلسطين وللعالم كله على أمل أن يأتوا لدعمنا وتحرير فلسطين". وتظهر الطفلة في إحدى المسيرات وهي تقترب لجنود الاحتلال دون خوف، وتصرخ فيهم "ارحلوا عن أرضي، ماذا تظنون أنفسكم بهذه الأسلحة".
الطفلة جنى التميمي من قرية النبي صالح التي تعد تقريرًا أسبوعيًا عن مسيرة قريتها
والتي توثق فيه الممارسات القمعية للاحتلال
وحظيت الفيديوهات التي تقوم جنى بتصويرها بشعبية كبيرة بين أهالي الضفة والقدس، نظرا لكونها تعكس بالشكل الأكثر براءة وواقعية الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. ودائمًا ما يقمع الاحتلال مسيرة "النبي صالح" التي تخرج بشكل أسبوعي لمناهضة الاستيطان، وخلال المسيرة الأخيرة التي انطلقت الجمعة الماضية أصيبت الفلسطينية ناريمان التميمي، وباسل الريماوي، بالرصاص الحي.
