"ام باسم" عمرها 62 عامًا وهي اول سباكة في مصر وأشهر سباكة في القلعة وسوق السلاح. تقول بابتسامة لا تفارق وجهها: السباكة لقمة عيش وصنعة محتاجة مخ صاحي وأيدين حلوة.. تفتخر ام باسم بصنعتها التي كانت الوسيلة التي منحتها حرية الإنفاق على نفسها، وهي لم تعتبرها يومًا ما بانها عمل تخجل منه، بل بالعكس كانت المهنة التي اكسبتها شهرة كبيرة وجعلتها اشهر شخص في سوق السلاح.
ام باسم تعلمت صنعة السباكة بعد ان انفصلت عن زوجها قبل 12 عامًا، تركها مطلقة في ال 50 من عمرها بدون مصدر دخل، فقررت ام باسم أن تخلق لنفسها عملًا وتتعلم صنعة، ولم تبال بنظرات الدهشة حين قدمت طلب الالتحاق بدورة "السباكة"، فهي لم تعبأ بتعليقات الجميع عليها كسيدة ستينية تخرج يوميًا وهي تحمل صندوق العدة ومتوجهة إلى "حمامات" المنازل كي تصلح المواسير بكل مهارة واتقان. ولم توقفها محاولات السخرية منها أحيانا والمنافسة أحيانًا أخرى فافتتحت ورشتها الخاصة واحترفت الصنعة التي كان يمارسها والدها والتي احتلت فيها "أم باسم" منزلة "البريمو" لسنوات طويلة.