أشرف المعروف باسم "فولكانو" أو "بركان الراب" يغني الراب وسط الأنقاض المنبعث منها دخان القنابل فيما يسمع دوي الرصاص من حوله وهو يغني ليشج ع الشباب المقاتلين في بنغازي في ليبيا.اختار فولكانو صفه، فهو يقاتل مع جنود الحكومة في طبرق المعترف بهم من المجتمع الدولي، والذين يحاولون استرجاع بنغازي من أيدي جهاديي "أنصار الشريعة". لكنه لا يقاتل بالسلاح فحسب، بل إنه يصو ر أيضًا كليبات لأغاني الراب من جبهة القتال. صحيح أن فولكانو بدأ يغني الراب بعد سقوط معمر القذافي نهاية 2011، إلا أن أول كليب حقيقي يصوره كان عنوانه C5 (وهو اسم قاذفة للصواريخ تستخدمها الميليشيات الليبية كثيرًا).
يقول عن نفسه: غداة الثورة بدأت أعلق من خلال الموسيقى على الأحداث السياسية والتحدث عن الأوضاع الرديئة في بلدي وفي العالم العربي بشكل عام. لكنني تطوعت للقتال في صفوف الجيش ودحر "إرهابيي" أنصار الشريعة من بنغازي.لم يتلق أي تدريب عسكري، ولكن عندما بدأت عملية "الكرامة" لم يستطع البقاء مكتوف اليدين "أمام هذه الجماعة التي تشيع الرعب وتقتل المدنيين باسم الإسلام". صور معظم مقاطع الكليب في مارس/آذار الماضي على جبهة القتال، وخاصة في حي الليثي وحي البواطني. وكانت هذه طريقته لمساندة الشباب المقاتلين وإثارة حماستهم.كان التصوير صعبا جدا في ذلك المكان بسبب وجود قناص غير بعيد. وقد لاحظ وجوده بعد فوات الأوان عندما كان منهمكا في التصوير.
لحسن الحظ لم يكن المصور في مجال رؤيته، وقد استخدم خاصية تقريب الصورة zoom كي يصور من بعيد. ولم يكن فولكانو أيضا في مجال رؤية ذلك القناص، لكنه لم يكن أستطيع الحركة وبقي جامدا لساعات طويلة. وقد استهدفنه القناص مع ذلكـ فأصيب إصابة خفيفة في أصابعه بشظايا رصاصة. لكن هذا لم يحبطه، إذ وضعت ضمادا [الضماد ظاهر على يده اليمنى] وتابع الغناء. وبعد 14 ساعة جاءت مدرعة تابعة للجيش إلى عين المكان لنقله.ذات يوم اتصل به صديقي ليخبره عن قصف بناية بقذيفة. فذهب إلى المكان ليصور. وعندما وصل كانت النيران قد بدأت تخف . فصور مقطعا من كليبه وأضاف مؤثرات تظهر لهب النار لكي يكون المشهد أكثر تأثيرا. من خلال هذا المقطع يوج ه رسالة إلى أنصار الشريعة تقول: "لقد قصفتم هذه المنطقة؟، وأنا لا أخاف منكم. أنا أذهب فورا إلى المكان وأغني".
أشرف المعروف باسم "فولكانو" أو "بركان الراب
يؤكد فولكانو أنه صور هذا الكليب إكرامًا لأرواح المدنيين الذين قتلوا في القصف العشوائي. فمعظمهم كانوا جالسين أمام منازلهم عندما سقطت عليهم القذيفة. ومن بينهم كان أبناء عمه وأصدقائه. في ذلك اليوم جمع جثثهم المتناثرة قطعة قطعة. ولكونه تستحيل عليه إقامة حفلات في هذه الظروف العصيبة، استعان في هذا المقطع القصير بأصدقاء متطوعين وجنود "لنشكل جمهورًا أو نعطي انطباعًا بوجود جمهور. وأنا أفعل ذلك كيْدًاً بالجهاديين، ولكي أقول لهم: "أنتم تقاتلون شباب بنغازي، ولكنهم بخير ويحتفلون أيضًا"".يشير فولكانو إلى أنه صور هذا الفيلم بإمكانيات بسيطة "فنحن فريق صغير من ثلاثة أشخاص، وقد صورنا حقا بسرعة كما استطعنا. وخلال أسبوعين صورنا، وأنجزنا المونتاج ونشرنا الفيديو على الإنترنت". يضيف: "قد يستغرب البعض، ولكنني في الأساس لست من هواة غناء الراب. وأنا لا أتابع جديدا هذا النوع من الموسيقى، ولا أعرف المغنين المعروفين سوى 50 cent وTupac اللذين يعرفهما الجميع. وفي الحقيقة أنا أحب موسيقى الكانتري الأميركية. وكان الراب وسيلة أسهل لتمرير رسالتي. في الأغاني "الكلاسيكية" لا يمكن وضع أكثر من ستين كلمة تقريبا. أما في الراب فيمكن للمقطع الواحد خلال 5 دقائق أن يحتوي على 300 كلمة. وهذا أمر عملي".
