"الجاسوسية".. علم تقوم به أجهزة المخابرات في جميع دول العالم من أجل الاطلاع على كل ما هو جديد عند أعدائهم، والجاسوس في نظر بلاده بطل يحقق المصلحة العامة، أما في نظر البلد الأخرى فهو مجرم يستحق أشد العقاب.
اتخاذ القرار
وكلما كان الجاسوس في دائرة اتخاذ القرار كان الأمر أفضل، لذلك خصص جهاز المخابرات الإسرائيلي بعض الجواسيس ليكونوا في مكاتب المسئولين، وكان آخرها ما نشر عن وجود جاسوس إسرائيلي بمكتب صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ونرصد هنا أبرز الجواسيس الذين تم اكتشافهم، وكانوا في مكاتب مسئولين أو دائرة اتخاذ القرار.
مكتب صائب عريقات
وفق المعلومات التي نشرت، فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أحد الموظفين في مكتب الدكتور صائب عريقات في رام الله، فيما قالت مصادر رفيعة المستوى لعدد من الصحف العربية: إن قوى الأمن اعتقلت الشخص المذكور بتهمة التجسس، ويعمل المذكور في مكتب المفاوضات منذ عشرين عامًا، وكان ضمن العاملين بأمانة سر اللجنة التنفيذية إبان مسئولية الرئيس أبو مازن عنها زمن ياسر عرفات، وانتقل بعدها للعمل في مكتب المفاوضات لدى عريقات.
تسريب المعلومات
وبحسب ما وردنا من تفاصيل اعتقاله، فإن المذكور اعترف بارتباطه مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرين عامًا، وبحسب محاضر التحقيق، فإن المذكور كان يقوم بتسريب كل المعلومات والأفكار التي كانت تُعد إبان فترة المفاوضات مع الإسرائيليين.
وبحسب ما ورد، فإن الشخص المذكور معتقل لدى أجهزة الأمن منذ أسبوعين، وتعمل إسرائيل على محاربة كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات المعروف بمواقفه الوطنية، حيث زرعت جاسوسا أمريكيا "سويشر" الذي سرب وثائق من مكتب عضو اللجنة التنفيذية لصالح قناة الجزيرة القطرية.
على الجانب الآخر، نفي صائب عريقات أن يكون هناك جاسوس في مكتبه، مؤكدًا أن ذلك لم يحدث.
حافظ الاسد
كما استطاع إيلي كوهين وهو يهودي ولد في الإسكندرية، أن يكون أحد المقربين إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وكانت البداية، عندما انضم "كوهين" إلى شبكة جاسوسية عام 1948 في الإسكندرية، وتم القبض عليه في في 1954 ثم تم ترحيله في 1955 لينتقل بعدها إلى سوريا تحت اسم كامل أمين ثابت.واستطاع أن يقيم علاقات قوية مع ضباط الجيش والمسؤولين العسكريين، مما مكنه من الوصول إلى الكثير من المعلومات التي كان يمد بها إسرائيل أول بأول، وكان كريمًا مع حزب البعث فأغدقه بالأموال قبل حرب أكتوبر بشهور.
والصدفة لعبت الدور في الكشف عن هذا الجاسوس، بعد أن استطاع الجاسوس المصري بإسرائيل "رفعت الجمال" المعروف برأفت الهجان كشفه، حين رأى صورته مع صديقه له، وعلى الفور أرسل رسالة إلى المخابرات المصرية التي أخبرت المخابرات السورية، وصدر حكم بإعدامه في عام 1965.
مكتب ياسر عرفات
"جاسوسة في مكتب ياسر عرفات".. هكذا كان الحال مع أمينة داوود -أردنية الأصل-، والتي اعتنقت اليهودية في 1967، وتزو جت من موشيه بيراد الطي ار العسكري الإسرائيلي، واستبدلت اسمها بـ"آني موشيه بيراد".
تم تجنيدها، فاقتحمت ملاجئ الفلسطينيين بحج ة أنها طبيبة متطو عة لشفاء الجرحى، وتمكنت من الوصول إلى مكتب ياسر عرفات، كما حصلت على إذن من عرفات يتيح لها دخول جميع المواقع الفلسطينية على أنها طبيبة ماهرة تشارك في تأهيل الجرحى. واستطاعت من خلال عملها أن تمد الموساد بمعلومات وتقارير عن العمليات الفدائية وأفراد المخابرات الفلسطينية، إلى أن اعتقلتها الأخيرة في سبتمبر 1975، وبقيت معتقلة مدة خمس سنوات إلى أن تم ت مقايضتها بأسيرين فلسطينيين لدى إسرائيل.
حزب الله
أما إبراهيم سيناء، فهو لبناني من مواليد 1964، وبدأ نشاطه الجاسوسي مع الموساد الإسرائيلي في سن السابعة عشرة، بتمرير معلومات عن نشاط وعمليات منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من المنظمات الفلسطينية النشطة في لبنان، ثم انضم بعد ذلك إلى حزب الله.
واستمر ت عضوي ته في حزب الله عشرة أعوام كان خلالها يمر ر معلومات للموساد عن الخطط التشغيلية للحزب، وقام حزب الله باستجوابه بعد اغتيال إسرائيل للموسوي عام 1992 لكن لم يستطيعوا إثبات شيء عليه وقتها، ولكن بعدها تمكن حزب الله من كشف جاسوسيته، فانتقل إلى صفد مع عائلته، وأصدر كتابًا بعنوان "رجل صواب من أرض حزب الله" حول حياته.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
