spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

أهل غزة في الشتات.. يعيشون مآسي التهجير والحسرة

راسلونا: news@farfeshplus.online

لا أنام الليل، التلفزيون يعمل 24 ساعة، كل ما رأيت طفلا مقتولا على يد هؤلاء الجبناء، اشعر بالخجل والعار من نفسي ومن عروبتي، انظر بشكل لا إرادي إلى أحفادي حولي، ماذا أقول لهم، وقد تركت إخوتي الخمسة وأخواتي وأولادهم وأبناء عمومتي وعشيرتي وأصدقائي، في غزة تحت القصف"، هذا ما يقوله ابو زكي العجرمي (61 سنه) الفلسطيني الذي نزح عن غزة عام 1967، دون ان يتمكن من رؤية ذويه مرة ثانية. تابع "عرفت أنهم توزعوا على الأقارب بحثاً عن مكان آمن بعد أن قصفت إسرائيل بيتنا الذي لا يبعد عن تلة الكاشف سوى 200 متر". ثم يستدرك وكأنه يحدث نفسه:" تركوا البيت.. هل يوجد مكان آمن في غزة، المدارس تقصف والمشافي تقصف وسيارات الإسعاف تقصف".

رحلة في الشتات

 صورة رقم 1 - أهل غزة في الشتات.. يعيشون مآسي التهجير والحسرة

مصر لم تسمح بإدخال كيس طحين واحد!!

ولد ابو زكي العجرمي في بئر السبع عام 1948، وحدثت النكبة في ذات العام، حملته أمه ورحلت العائلة إلى غزة التي احتلتها إسرائيل عام 1967، يتذكر أبو زكي وحزن مكابر في عينيه:" يومها قصفت الطائرة منزلنا بصاروخ فقتلت أمي وعمي".

يتابع متسائلاً:"هل تعرف ان عزة كانت آخر مدينة احتلتها إسرائيل عام 1967، بسبب ما واجهته من مقاومة أبنائها، وغولدا مائير(رئيسة وزراء إسرائيل) كانت تقول أتمنى ان يطلع الصبح وأجد غزة وقد ابتلعها البحر"، نزح أبو زكي مع زوجته إلى الأردن، تاركا بقية إخوته وشقيقاته في المنزل.

واثر أحداث أيلول عام 1971، سُجن 3 سنوات في عمان، ثم أجبر على السفر إلى بيروت، واثر عدوان إسرائيل على لبنان عام 1982 نزح ابو زكي مع عائلته إلى مصر، وسجن هناك عدة أشهر ثم اجبر على الرحيل إلى سورية، حيث يستقر الآن في الحسنية قرب السيدة زينب مع أولاده وأحفاده الـ23، يمضي نهاره متسم راً أمام التلفاز يراقب ما حل بأهله.

في سياق حديثه عن تخاذل الموقف الرسمي العربي، يشيد بموقف تركيا وفنزويلا، ثم يتحدث عن المرة الوحيدة التي راوده أمل اللقاء بأهلة، حيث حصل على تصريح من إسرائيل بالدخول إلى غزة وذلك حين تسلمت السلطة الفلسطينية الحكم اثر توقيع اتفاق أوسلو، يتابع بمرارة:" الأردن رفضت إعطائي تصريح بالعبور لأني طردت منها في أحداث أيلول، فسافرت إلى مصر وبعد انتظار أسبوع عند معبر رفح طلبوا مني العودة إلى سورية ولم يسمحوا لي بالعبور".

يتابع أبو زكي منتقدا الموقف المصري اتجاه معبر رفح" كل العالم شاهد على الشاشات طفل جريح على النقالة يقول (أطعموني أنا جائع) ومصر لم تسمح بإدخال كيس طحين واحد، ومئات الأطباء والممرضين يقفون عند الحدود ولم تسمح لهم بالعبور".

وطني شاشة تلفزيون

 صورة رقم 2 - أهل غزة في الشتات.. يعيشون مآسي التهجير والحسرة

اصبروا وصابروا واثبتوا فان النصر حليفكم

الشاب اسعد فليفل(24سنه) في مخيم جرمانا يقول:" جدي مواليد فلسطين وابي مواليد الاردن وانا ولدت في سورية، أولاد خالتي في غزة، عندما أرى مشاهد القتل فان دمي يترك، لو يفتحون لنا الحدود فانا مستعد للذهاب والقتال إلى جانب إخوتي رغم اني لم احمل سلاح بحياتي.." يتابع :" نقول لإخوتنا اصبروا وصابروا واثبتوا فان النصر حليفكم.." و محمد الجابري (54 سنه) لديه أقارب في غزة اكتفى بالقول:" أهلنا في خير يتصلون معنا عبر أقارب لنا في الأردن ويخبرونا بأنه استشهد فلان واستشهد فلان..حسبي الله ونعم الوكيل".

عبير قزاز(33 سنه) فلسطينية أهلها من غزة لكنها ولدت في لبنان، وتعيش الآن في سورية، بينما يعيش شقيقها ماهر وأولاده في جباليا، دون ان تتمكن من رؤيتهم مطلقاً تقول:" أخي وأولاده في مخيم جباليا بغزة، اتصل بالأيام الأولى مع شقيقتي في لبنان وكانوا بخير، ثم عرفنا ان الجيش الإسرائيلي دمر منزله بعد ان تركه، ومن وقتها انقطعت أخبارهم".

تتابع عبير" أنا لم أر اخي ولم ار وطني إلا عبر شاشات التلفزيون، ولد اخي في جباليا وبقي هناك مع خالتي، وأنا ولدت في بيروت عندما أتى والدي إلى لبنان.." تخفي دموعها قائلة: " نفسي أشوفه"، نسأل ابنتها ذكرى (12 سنه) عن مشاعرها، فتذهب لتحضر القصيدة التي كتبتها (عليك مني السلام يا ارض أجدادي – ففيك طاب المقام وطاب انشدادي..) إلى أن تختم بالقول ( أين يا قوم بلادي إنها عند الأعادي).

يعلق انس سلامه " عندما تسفك دماء الأطفال وتقتل النساء، عندما تنهش الكلاب الجثث في الشوارع، لا يعود هناك لأي شيء معنى، المفاوضات كذبة كبيرة"، ويتساءل انس:" هل تعرفون من هو الرئيس العربي الذي فهم الإسرائيليون على حقيقتهم"، ويجيب:" حافظ أسد، لقد عرضوا عليه عروض كبيرة، لكنه رفض ان يضع يده بيدهم، لقد ترك القضية للتاريخ وللأجيال التالية رفضاً كل عروضهم". ينما يعلق احد المتواجدين "هذه المعركة ستخلق وضعا جديدا، إذا كانت إسرائيل تعتقد أن خيار القتال قد انتهى فهي واهمة".

 صورة رقم 3 - أهل غزة في الشتات.. يعيشون مآسي التهجير والحسرة

لقد استشهد ابن خالتي نضال الجمال في الأيام الأولى

أبو أياد فليفل(42سنه) قال " لقد استشهد ابن خالتي نضال الجمال في الأيام الأولى للقصف، وبقية الأهل والأقارب لا نعرف عنهم شيء، هل هم أحياء أموات لا ندري.." ويتابع ابو اياد قائلا:" المقاومة الفلسطينية لن تنكسر طالما هناك طفل يرضع وام تنجب، كل شاب وكل امرأة وكل طفل يتمنى ان يموت على الشهادة، الجزائر ضحت بمليون شهيد حتى حصلت على الحرية والاستقلال".

وعن المفاوضات مع إسرائيل يقول ابو اياد " طالما هناك ارض محتلة وشعب مضطهد لا سلام مع إسرائيل، الحرب ليست مع حماس، إسرائيل تحارب كل الشعب الفلسطيني، تحارب الإنسان والأرض والشجر، وليس في قلوبهم اي رحمه وشفقة".

يتشعب النقاش ويعقد المتحلقون (في مخيم جرمانا) مقارنة مع الحرب على حزب الله في لبنان2006، متفقين على ان نفس السيناريو يتكرر اليوم، :"الرئيس مبارك بإقفاله للمعابر كأنه يقول للفلسطينيين موتوا داخل غزة، سورية الوحيدة التي تدعم المقاومة، شعبا وحكومة، ولا نقول ذلك مجاملة" بينما يقول آخر بغضب:" لا بد للحكام العرب الذين تحولوا إلى أصنام تحركهم امرأة شمطاء اسمها رايس ان يتنحوا، ويتركوا الخيار للشعوب..".

لم يبتلعها البحر..

أبو زكي الذي عاش 19 سنه في غزة يقول بان معظم سكانها البالغ نحو 1.5 مليون نسمة وافدين من مناطق الـ48 من، بئر السبع ويافا وعسقلان ( نحو 70%) ، ويؤكد بان نسبة التعليم فيها عالية جدا، والسبب كما يقول أن :"إسرائيل عندما دخلتها بالـ67 اقتلعت الأشجار وجرفت بيارات البرتقال ودمرت الآبار، ولم يبق لسكانها من خيار ومورد يعتمدون عليه، حيث وصلت نسبة البطالة الى 60% ".

كانت مصر تدير غزة حتى احتلاها من قبل إسرائيل عام 1967، انسحبت الإسرائيليون عام 2005، لكنهم لم يكفوا عن اغتيال قادة المقاومة واعتقال شبابها، وساهم أهل غزة في الانتفاضة الأولى عام 1987، وفي انتفاضة الأقصى عام 2000 وقدموا آلاف الجرحى والشهداء والمعتقلين.

 صورة رقم 4 - أهل غزة في الشتات.. يعيشون مآسي التهجير والحسرة

قصفت آلة الحرب الإسرائيلية نحو 1340 هدفا

بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية صباح السبت 27/12/2008 ومازالت مستمرة حتى لحظة إعداد هذه المادة، حيث تجاوز عدد الشهداء 802 شهيد فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وعدد الجرحى 3300.

قصفت آلة الحرب الإسرائيلية نحو 1340 هدفا، وأطلقت المقاومة مئات الصواريخ وصل أقصاها تلة نوف الموقع العسكري الإسرائيلي الذي يبعد نحو 45 كم عن غزة، وأعلنت حماس عن مقتل 40 جندي إسرائيلي وجرح أكثر من مئة.

أخيرا نشير إلى أن غزة أخذت اسمها (غزة هاشم) نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول، الذي مات فيها وهو راجع بتجارته إلى الحجاز، ولعبت موقعها الجغرافي أهمية كبيرة في ربط مصر بالشام واسيا بإفريقيا. سيريا نيوز.

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer