spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

تائبة تقول: سلكت طريق الرذيلة انتقاما من المجتمع الذي لا يرحم!

راسلونا: news@farfeshplus.online
08:30  13/07/2010

ان الله يهدي من يشاء وكل خاطئ لا بد ان يصحو ضميره ويتوب، حيث لم تتحمل الفتاة الجزائرية "ليندة بيطة" مرارة حياة الرذيلة والضياع التي سلكتها لسنوات نتيجة ظروفها الأسرية، فقررت التوبة واستغلال موهبتها الفنية في الرسم لكسب لقمة العيش.

 صورة رقم 1 - تائبة تقول: سلكت طريق الرذيلة انتقاما من المجتمع الذي لا يرحم!

الجزائرية ليندة بيطة

وأمام مدخل إحدى عمارات شارع "ري شوليو" بالعاصمة الجزائرية، حيث ترسم وتعرض لوحاتها بدأت ليندة الواقفة على مشارف العقد الثالث من عمرها في سرد حكايتها بالقول "تخلت عني والدتي وأنا رضيعة، لا يتعدى عمري بضعة أشهر، بل وكادت أن تدفني وأنا حية، لولا لطف المولى، إذ تدخل أحد الأجانب وهو بلجيكي مسلم كانت تعمل عنده ليمنعها من ارتكاب هذا الجرم، ويتولى رعايتي بنفسه".

و"بعدها -تضيف ليندة- عشت بضع سنين في بيت هذا البلجيكي، إلى أن اضطر إلى مغادرة الجزائر، بسبب تدهور أوضاعه الصحية، وترك كل ما يملك لإحدى السيدات، التي أوصاها بتربيتي ورعايتي حتى أكبر، لكنها لم تحفظ الأمانة فكانت تعاملني بقسوة وتفضل أبناءها علي ".

وتتابع "ولما ضاقت هذه السيدة بي ذرعا لم تجد حلا سوى أن تأخذني إلى مركز الطفولة المسعفة الكائن بحي الأبيار بالعاصمة حيث تم استقبالي، بعدما أثبتت لهم بأن والدي شخص مجهول، وقدمت لهم الوثائق المطلوبة، وبدخولي هذا المركز بدأت مرحلة جديدة في حياتي، كانت أكثر استقرارا وهدوءا تخلصت فيها من تلك الكوابيس التي نغصت حياتي في بيت تلك السيدة".

"بالفعل -تستطرد ليندة- أصبحت أكثر مواظبة على الدراسة، حتى تمكنت من بلوغ المستوى النهائي شعبة آداب وعلوم إنسانية، وكانت لي علاقات جيدة مع أقراني ممن يتواجدون بالمركز، حيث قضينا أوقاتا سعيدة، لا تزال عالقة بذاكرتي حتى الساعة".

سبع سنوات من السعادة قضتها ليندة في هذا المركز الذي التحقت به وعمرها 12 عاما، وسط أطفال كلهم ضحايا لأخطاء الكبار، لكنها لم تكن تدري أنها ستواجه بعد هذه الفترة معاناة جديدة، حين اضطرت إلى مغادرة المركز الذي لا يسمح نظامه ببقاء كل من بلغوا سن 19 عاما.

ولم تكن "ليندة" تعرف إلى أين ستكون الوجهة هذه المرة، فوالدتها تخل ت عنها ولا تدري ماذا تفعل، فلم يبقَ أمامها إلا التوجه عند خالتها التي تقطن بمدينة "بسكرة" بصحراء الجزائر، وبالفعل حزمت أمتعتها وطرقت أبواب الخالة، علها تجد الدفء العائلي، الذي افتقدته في طفولتها.

وكان أول سؤال وجهته ليندة لخالتها، هو"أين أمي حتى أرتمي في أحضانها"؟، غير أن الجواب كان بمثابة الصدمة لها، فوالدتها لا تريد رؤيتها، وهو ما جعلها تمكث عندها بضعة أشهر، كانت شبيهة بتلك التي قضتها عند مربيتها الأولى.. بل أفظع، حسب "ليندة ".

وأمام إصرار خالتها على تزويجها برجل طاعن في السن وسوء معاملتها لها، هجرت ليندة بيت الخالة لتعود أدراجها إلى العاصمة. وفي العاصمة، لم تجد سوى الشارع لاحتضانها، فكانت تفضل ارتداء أزياء رجالية حتى تظهر وكأنها رجل، فلا تثير انتباه الشباب فيتحرشون بها.

وعلى رغم هذا استغل أحد الشبان معاناتها للتلاعب بمشاعرها فأخذ منها أعز ما تملك، وعندما حملت منه، تخلى عنها وعن طفلها الذي كاد أن يكون مصيره مركز الطفولة المسعفة، لولا أنها تحلت بالشجاعة وقررت الاحتفاظ بها. ما تعرضت له ليندة جعلها تسلك طريق الرذيلة لسنوات "انتقاما من هذا المجتمع الذي لم يرحمني"، لكن ضميرها استيقظ من جديد، وهو ما جعلها تعيد النظر في حياتها ووضع حد لذلك التيه.

وفي هذا الصدد تذكر "أن أحد الشباب كان كلما التقاني نصحني بالتوبة وكان إنسانا طيبا، يشفق علي كثيرا، وهذا ما شجعني على سلوك طريق الفضيلة، وكانت أول خطوة في طريق التوبة هي ارتداء الحجاب، الأمر الذي جعلني أشعر بسعادة لا توصف".

سلوك هذا الطريق الإيماني جعل "ليندة" تفكر في كسب لقمة العيش بالحلال، فاهتدت إلى رسم لوحات وبيعها في شوارع العاصمة.وعن ظروفها الحالية تقول "أنا لا أملك أي وظيفة وعندي طفل يجب أن أعيله، وأوفر لقمة العيش بالحلال، فقد مللت من الحرام، من هذا المنطلق قررت استخدام موهبتي في الرسم كمصدر للدخل، وعلى رغم قلة دخلي إلا أنني أفضل العيش بكرامة".

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer