اعتدنا اليوم على حياة مريحة نستطيع من خلالها تنفيذ الكثير من الامور بضغطة زر واحدة: تغيير القناة، خفض او رفع حرارة المكيف، طهو الطعام او تسخينه في الميكروييف، البحث عن اي شيء يخطر ببالنا في الكومبيوتر، التنقل من مكان الى آخر بسرعة كبيرة بالطائرة او السيارة، الاتصال مع أي مكان في العالم بالهاتف والموبايل، والكثير الكثير. لكن هل خطر ببالك ان هناك قبيلة لا يزال يعيش افرادها كما عاشوا قبل 10,000 سنة بدون تغيير، كهرباء، بدون ماء ساخن يصل لبيوتهم، بدون انترنت، بدون سيارات، بدون هواتف، بدون قوانين اجتماعية او دينية ولا ضرائب ولا مال حتى!
على ضفاف بحيرة تنزانيا "اياسي"، في شمال البلاد، يعيش افراد قبيلة "هادزا" البدائية في الكهوف المنتشرة في المنطقة. عالمهم هو واحد من الحرية المطلقة. لا قيود ولا قوانين ولا بيوت فاخرة ولا اثاث ولا ادوات كهربائية ولا اموال يشترون بها. البيع والشراء يقوم على استبدال زوج من السراويل القصيرة بزوج من الصنادل مثلا مع قبيلة مجاورة.
يحترف جميع رجال الهادزا مهنة الصيد التي مارسها أجدادهم منذ 10 آلاف سنة، ويستخدمون سهاما ورماحا من صنع ايديهم، والصيد هو وسيلتهم الرئيسية بل الوحيدة للحصول على الطعام اللازم لاستمرار حياتهم. وهم يعملون يوميا في "الصيد" 5 ساعات على الاقل لاصطياد الغزلان، الجاموس البري، الطيور، و قردة البابون.
اما اللغة التي تستعملها القبيله للتحادث بين اعضائها فهي اقدم لغة قبلية في العالم، تعتمد على تباين واختلاف الإيقاع الصوتي، حيث تكون النقرات أكثر من الكلمات. ولا توجد عادة بين افراد القبيلة خلافات او صراعات او حروب. وقد نشرت التقرير عن القبيلة صحيفة ديلي ميل وهو من كتابة الصحفيين الاستراليين ستيفاني وبن اللذين تعود اصولهما لمنطقة الشرق الأوسط. وقد أخذا إجازة مدتها سنة لمعرفة المزيد عن العالم. وتجولا عبر غرب افريقيا واثيوبيا والسودان ورواندا وكينيا وتنزانيا، وعاشا مع بعض القبائل النائية والمهددة بالانقراض في العالم.
وقد وثقا رحلتهما بالصور والأفلام والمقابلات. ويقوما ببيع نسخ من الصور والافلام بحيث يعود ريعها الى الشعب الافريقي الذي لمس قلوبهم. وقد كتبا ايضا كتابا بعنوان: "القبيلة: الحياة على الحافة - قصة الجمال والبقاء على قيد الحياة". (ترجمة موقع فرفش).
حقوق النشر للمواد الحصرية الخاصة محفوظة لموقع "فرفش" ولا يجوز اعادة نشر او تعديل او نقل مواضيع أو افكار "فرفش" الحصرية الخاصة حفظا لمجهود كت ابنا ومراسلينا.
تعليقات الزوار | اضف تعليق