يخرج المحكومون بالإعدام السابقون في الولايات المتحدة، الذين عاد القضاء وبر أهم، من زنازينهم إلى عالم يجهلون معالمه وإيقاع الحياة فيه. فبعد عقود أمضوها في رواق الموت الرهيب في انتظار تنفيذ عقوبة عن جرم لم يقترفوه، تصبح عودتهم إلى الحياة مهمة شاقة.
وقالت سابرينا بوتلر المحكومة سابقا بالإعدام بتهمة قتل طفلها، الذي ثبت بعد سنوات طويلة أنه توفي جراء مرض وراثي "التقي بأشخاص يعيشون الظروف نفسها. نستمتع حين نتحدث مع بعضنا البعض. لا نقلق بشأن الأحكام المسبقة عندما نكون معا". وغالبا ما يكون المحكومون الذين برئت ساحتهم في أوضاع نفسية رهيبة، وفق منظمة "ويتنس تو اينوسنس". وتتطلب إعادة اندماجهم في مجتمع اختلف تماما عما كان عليه لدى دخولهم السجن جهود إعادة تأهيل حثيثة.
ووفق مدير ويتنس فور إينوسنس، ستيف هونيمان تمتنع السلطات عن دفع تعويضات لهؤلاء الأشخاص، لأن ذلك يعني "الإقرار بالخطأ"، ولذلك فهي تتركهم ليتدبروا أمرهم بنفسهم.وقال ستيف هونيمان إن التعويضات تعني الاعتراف بالذنب. لذلك، يسمحون للناس بمغادرة السجن وتدبير أمورهم". وأضاف أن البعض يلجأ إلى مقاضاة الدولة والحصول على تعويض. وقد برأ القضاء الأميركي 146 شخصا في ست وعشرين ولاية منذ عام ثلاثة وسبعين من القرن الماضي، بعدما كان هؤلاء في عداد المحكوم عليهم بالموت.