عندما ولد الكولومبي لويس ألفريدو غارافيتو كوبي وس قبل 58 عاماً (25 كانون الثاني - يناير 1957)، لم يتوق ع والداه أن يصبح صاحب شهرة عالمية. وفي يفاعته أراد أن يكون مثل بقية أترابه يلعب مع الأولاد ويتسك ع في الطرق بحثاً عما يسليه. ولكن، يبدو أنه وجد اللعبة الخطأ في طريقه إلى التسلية.
لق ب لويس ألفريدو بالـ "وحش" لأنه "تسل ى" خلال حياته بـ147 ولداً. كان يصطادهم ببعض المال والسكاكر، وعندما يأكلون الطعم، يأخذهم إلى منزله ليغتصبهم ويعذ بهم ثم يذبحهم. قبضت الشرطة عليه عام 1999 فاعترف بقتل 140 طفلاً وحكم عليه بالسجن 30 سنة. لكن ما كان الدافع وراء هذه الوحشية؟ يقول لويس أن والده هو المسؤول الأول عن خلق وحش بلا رحمة.
لويس ألفريدو غارافيتو كوبي وس
هذه الحالة ليس يتيمة، بل يسمع الناس قصصاً كثيرة عن القتلة المتسلسلين، تكون غالبية الوقت مرعبة ولا تصد ق، حتى أن أفلاماً كثيرة أخرجت عن أشهرهم مثل فيلم "تيد باندي" من إخراج ماثيو برايت وبطولة مايكل رايلي بيرك، و "هانيبال" إخراج ريدلي سكوت وبطولة أنطوني هوبكنز، و "كيس ذي غيرلز" إخراج غاري فليدر وبطولة مورغن فريمان. ومن القتلة الأشهر في التاريخ، الهندي بهرام السفاح الذي يعد من أكثر القتلة المتسلسلين قسوة ودموية، وقد ِر عدد ضحاياه بـ931 قتلهم بين 1790 و1840. وكان يخنق ضحاياه ويشرب دماءهم لاعتقاده أن هذه الدماء ستعطيه الصحة والحيوية، على غرار مصاص الدماء الروماني الشهير دراكولا.
أما الهنغارية إليزابيث باثوري فهي القاتلة المتسلسلة الأشهر، وقد أُطلق عليها "كونتيسة الدم"، إذ قتلت 600 فتاة وامرأة بمساعدة أربعة أشخاص من حاشيتها، وحكم عليها بالسجن مدى الحياة، وتُوفيت بعد 4 سنوات من سجنها عام 1614. وبالعودة إلى الرجال، لا بد من ذكر الطبيب البريطاني هارولد فريدريك شيبمان الذي قتل ما لا يقل عن 215 مريضاً بجرعات قاتلة من مخد ر المورفين. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لكنه انتحر شنقاً داخل السجن في عام 2004، في جريمة كانت الأخيرة له.
الهنغارية إليزابيث باثوري
ولا يمكننا التكلم عن السفاحين من دون أن نذكر جاك الذي ظهر في لندن عام 1888. ومع أن سجله يضم 5 ضحايا فقط، هو من أشهر السفاحين لأن جرائمه جذبت مقل دين لها في أنحاء العالم. وتميز هذا السفاح المجهول الهوية، بارتكابه جرائمه بطريقة بشعة في أماكن عامة، وقد أخرج أعضاء داخلية من أجسام الضحايا. وعلى رغم فداحة أعماله، لم تقبض الشرطة عليه وبقي حراً طليقاً وتوفي في شكل طبيعي.
وفي الولايات المتحدة، "برز" تيد بندي الذي قتل أكثر من 30 شخصاً واغتصب جثثهم بين عامَي 1974 و1978. وقبض عليه عام 1975 صدفة إثر الاشتباه بضلوعه في سرقة. وبعد محاكمة استمر ت أسبوعاً، حكم عليه بالسجن 15 سنة. عام 1977 حاول الهرب مرتين، فشل في المرة الأولى ونجح في الثانية من طريق إحداث حفرة في سقف زنزانته بواسطة منشار للمعادن. وعندما خرج لم يتب وقتل 3 فتيات، فقبض عليه مجدداً وحكم عليه هذه المرة بالإعدام من طريق الكرسي الكهربائي، ونفذ فيه الحكم عام 1989.
واشتهر في روسيا الأستاذ الجامعي أندريه تشيكاتيلو الملقب بـ "جزار روستوف"، على اسم المنطقة التي كان يعيش فيها. ودين الأكاديمي المولود في أوكرانيا بقتل 53 امرأة وطفلة بين عامَي 1978و1990. كان تشيكاتيلو يعاني في صغره من التبول اللاإرادي أثناء نومه وكانت أمه توبخه وتضربه في كل مرة يبلل فيها الفراش. إضافة إلى ذلك، كان في طفولته ومراهقته عرضة لسخرية أترابه.
في قاعة المحكمة تم عرض رأس فتاة قتلها تشيكاتيلو
هذه قصص قليلة من حالات كثيرة حدثت على مر التاريخ وفي أنحاء العالم. سفاحون من ت مختلفة كتبوا تاريخهم الخاص بدماء ضحاياهم الذين جهلوا قتلتهم ولم تربطهم بهم إلا صلة الدم المسفوك... وبدل الحبر، كتب القتلة قصههم بدم بارد، قصص استنبط البعض من تفاصيلها أسباباً وعوامل حو لت أناساً طبيعيين إلى مجرمين، فيما البعض الآخر لا يأخذ بهذه النظرية ويعتبر أن السفاح إنما يولد ذئباً كاسراً من رحم أمه.
