لطالما رصد العلماء صوت الهمهمة عبر أجهزة ترصد الزلازل، إلى أن صدر في شهر شباط (فبراير) الماضي تقرير في دورية "Geophysical Research Letters" والذي أرجع سبب الهمهمة إلى حركة أمواج المحيطات التي تتسبب بتلك الاهتزازات الصوتية بالغة الرقة أو "الرنة" كما وصفها العلماء. وقال الباحث المشارك في الدراسة د. فابريس آردهوين في "المركز الوطني للبحوث العلمية" بفرنسا:"بات بإمكاننا اليوم أن نعرف مصدر هذه الرنة والسؤال المقبل: ماذا سنفعل بها؟". وبمساعدة أجهزة كومبيوتر عالية الدقة استنسخت حركة المحيطات والرياح وجغرافيا قاع البحر، تمكن العلماء من تحديد النوع المميز من أمواج المحيطات التي تصدر هذه الهمهمة وكيف.
وكشف البحث أن ارتطام الأمواج ببعضها البعض يصدر هذه الصوت، وعند حركة معينة من موجة كبيرة تمتد نزولا إلى قاع البحر لتصدر الصوت. وأوضح العلماء أن الأمواج الصوتية تسافر عبر المياه لترتطم بقاع البحر وقد تصل إلى مركز الأرض، موضحين أن تسجيلها ورصدها في المستقبل سيمكن العلماء من تكوين صورة أكثر تفصيلا لباطن الأرض. أما لو تم الاستماع للصوت على موجات أعلى ترددا فسيكون أشبه بصوت "الضجيج الأبيض" وهو الصوت الذي يصدر عندما يكون جهاز استقبال التلفاز مثلا متوقفا بين قناتين.
