هل يعقل أن تغادر عملك في وسط النهار لتشتري قلماً لإبنك يبلغ طوله 30 سم عوضاً عن 10 سم وإلا سيبقى محجوزاً داخل المدرسة؟ ربما لم يصادفك مثل هذا الموقف لكنه حدث فعلاً بمدرسة بريطانية كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أشاد بها. وعلى إثر ذلك، اتهمت المدرسة بتجاوزها للمعقول بعد قيامها بعزل 40 طالباً في غرفة على خلفية إخلال أدواتهم المدرسية للقياسات المسموحة التي حددتها المدرسة.
وبحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية، منع عدد من الطلاب في أكاديمية ماجنا بمدينة بول التابعة لمقاطعة دورسيت، والتي تضم 708 تلميذاً تتراوح أعمارهم بين 12-18 عاماً، من دخول الفصول الدراسية لحوزتهم أدوات قرطاسية لا تملك المقاسات الصحيحة.
ريتشارد توت، رئيس أكاديمية ماجنا والرئيس السابق لكلية "آشدون" التقنية
وقال ريتشارد توت، رئيس أكاديمية ماجنا والرئيس السابق لكلية "آشدون" التقنية التي قفزت إلى مرتبة أفضل الكليات في أقل من عامان: "إحضار الأدوات الصحيحة أمر ضروري للطلاب"، مؤكداً أن الأهالي أعلموا بمتطلبات واضحة ومحددة في شهر يوليو وفي بداية هذا الفصل الأسبوع الماضي.
وعبرت ميراندا كرمبلر، والدة أحد الطلاب، عن إصابتها بالدهشة لقيام المدرسة بعزل ابنها لأن طول مسطرته، 10 سم، أقصر من المطلوب، 30 سم. وأضافت أن المعلمات حذرن ابنها في بداية الفصل الدراسي من التعرض للعقاب إذا لم يجلب معه أقلام رصاص ومسطرة بطول 30 سم مع حلول يوم الإثنين. وأفادت: تزعم الأكاديمية أنها تريد تعليم على مستوى عال، لكن كيف يمكن تحقيق ذلك والطلاب يتم عزلهم بهذه الطريقة؟ إنه أمر مثير للسخرية. وأجبر هذا السلوك والدة طالبة لمغادرة عملها لإحضار مسطرة بالقياسات المطلوبة.
كما اشتكى كثير من الأهالي من حرمان أبنائهم من دخول الفصول الدراسية وفصلهم عن زملائهم بسبب موضوع القرطاسية وأوضحوا أنه لم تقم المدرسة بإخراجهم من العزلة حتى قام والدين كل طالب بإحضار الأدوات الصحيحة. وأشارت هانا سيلس، إحدى الأمهات، إلى أن المدرسة بهكذا تصرف تعزز "ثقافة الخوف" لدى الطلاب، مبينة أن تعليمهم الالتزام بالقوانين هو مسؤولية مشتركة بين الأهالي والمعلمين. وأردفت أن منع الطلاب من التعلم لخطأ بسيط أمر غير مقبول في التدريس. وتساءلت عن سبب إبلاغها وباقي الأهالي بعزل الطلاب في إحدى الغرف بعد ساعتين من ذلك وليس على الفور.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
