هو أشهر سفاح فى التاريخ، وتميز بارتكابه جرائم شنيعة فكان يقتل فقط المومسات بطريقة بشعة ويقطع اطرافهن ويمزق بطنهن ويفتحه بالكامل ويزيل الأعضاء والرحم! ولم تعرف هويته إلا بعد وفاته بعامين، واتضح انه يهودي مريض نفسيا يعمل جزار ومصاب بمرض الزهري الذي ينتقل بالممارسة الحممية.
من عام 1888 حتى 1891 قتلت إحدى عشرة امراة من فتيات الليل، فى منطقة وايت شابل، شرق لندن، خمس من الجرائم تحمل أوجه شبه مروعة، مما جعل أصابع الاتهام تتجه نحو مجرم واحد مجهول الهوية. الضحايا كلهن من المومسات (ماري آن نيكولز، وآني تشابمان، وإليزابيث سترايد، وكاثرين إيدوس، وماري جين كيلي)، هذه الجرائم، التى أودت بحياة عدد من فتيات الليل، كانت تقع بين الفترة الممتدة بين شهر أغسطس ونوفمبر، وبعدها تتوقف فجأة كما تبدأ. وجذب مع الأسف عددًا من المقلدين له فى أنحاء العالم.
اتضح انه يهودي مريض نفسي
تعددت النظريات بشأن هوية القاتل على مدار السنين، منهم من اتهم الماسونين، ومنهم من اتهم أحد الأطباء، وطالت أصابع الاتهام أحد أحفاد الملكة فيكتوريا، لكن رغم تكرار التحقيقات فى تلك الجرائم كان كل دليل يحمل أدلة مخبأة للمجرم الحقيقي.
- السفاح والمومسات
بدأت الجرائم فى 31 من أغسطس 1888، فوجدت مارى نيكولزفى طريق باك في وايت تشابل، حلقها مقطوعًا بجرحين عميقين، والجزء السفلي من بطنها ممزقًا ومجروحًا، كما كانت هناك عدة جروح أخرى في بطنها جُرحت بها باستخدام السكين نفسه. أما تشابمان فقد عثر على جثتها قرب مدخل في الفناء الخلفي من شارع هانبيري، وكما في حالة ماري آن نيكولز، كان حلقها مقطوعًا بجرحين عميقين، وبطنها كانت مفتوحة بالكامل، وقد تبين فيما بعد أن رحمها كان قد أزيل.
بدأت الجرائم فى 31 من أغسطس 1888
وعُثر على جثة سترايد في ساحة دوتفيلد الواقعة قبالة شارع بيرنر في وايت تشابل، وأشارت التحقيقات إلى أن سبب الوفاة كان جرحًا واحدًا واضحًا، قُطعَ به الشريان الرئيسي الموجود في الجانب الأيسر من الرقبة. أما جثة إيدوس فقد عُثر عليها في ساحة ميتري في مدينة لندن، بعد ثلاثة أرباع الساعة من سترايد، وكان حلقها مقطوعًا، وكانت بطنها مفتوحة بجرح طويل عميق خشن، وكانت كلياها اليسرى وجزء كبير من رحمها قد أزيلا.
كما عُثر على جثة كيلي مشوهةً تشويهًا شنيعًا، وملقاة على السرير في الغرفة التي كانت تعيش فيها في منطقة ميلرز كورت، قبالة شارع دورست في سبيتالفيلدز، حلقها قد قُطع وصولاً إلى العمود الفقري، وفُرغ بطنها من أعضائه. الجرائم الخمس للمومسات ارتكبت جميعا في الليل، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبنفس الطريقة الوحشية من تفريغ بطنها من الأعضاء.
- السفاح مريض
عام 1888، انتشر مرض الزهري، فى لندن، وهو عدوى تنتقل من شخص إلى آخر لممارسة الاتصال النوعي، لأن وايت شابل هى الأشهر للمومسات، وكان المهاجرون يتوافدون عليها من أجل المتعة. وقتها لم يكتشف علاج لمرض الزهرى، ومريضه يعانى من الجنون، ثم تنتهى حياته بالموت، لذلك كان مستشفى لندن، يوفر غرفة طوارئ خاصة بمرضاه.
رجح عدد من أطباء النفس أن المجرم يعانى من مرض الزهرى، لأنه جرائمه تكررت بالقرب من المستشفى، وضحاياه من عالم المومسات، وتتم فى يوم الراحة بالليل، فمن الممكن أنه كان يخرج من بيوتهن غاضبًا، فيقتلهن، ويقطع أعضاء ضحاياه وينزع صلب طبيعتها الأنوثية الرحم.
- الصحافة أطلقت عليه "السفاح"
بعد قتل كاثرين، ذاع الخبر فى أرجاء لندن، ورغم أن مصطلح السفاح النمطى، لم يكن معروفا فى ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن الصحافة تحدثت عن قاتل جماعي، وحولت أقلامها تجاه القضية. بعض الصحفيين عمدوا إلى تزوير بعض الرسائل، بتوقيع القاتل، بهدف ترويج مقالاتهم، إحدى هذه الرسائل أرسلت فى الخامس والعشرين، من شهر سبتمبر، وتتحدث عن كيفية حصول القاتل على اسمه، فالصحافة هى من أطلقت على المجرم "السفاح" لما كان يتركه من تشويه لجثث ضحاياه.
- شهود العيان
أثناء قتل السفاح "كيلى" أحد ضحاياه، ترك رسالة على الجدران، مكتوبة بالطباشير، أفادت التحقيقات أن القاتل يهودى، ويعانى من مرضي نفسي، وخاصة أن شهود العيان أفادوا أن "كيلى" كان آخر ظهور لها فى النادى الثقافى اليهودى، واصطحبها رجل إلى بيتها، وهى أيضا نفس الضحية التى قام السفاح بتقطيع كل أعضاء جسدها، والتى تبين أنه أخذ وقتًا طويلا فى هذا، عكس الضحايا الذين قتلوا فى الشوارع الجانبية للمنطقة. سكين ومنديل، وأداوت جزارة، تركها السفاح بجوار أحد ضحاياه، قاتل يسير بدماء ملطخة وسط العامة وفقًا لرؤية شهود العيان، وفرت بعض المعطيات للتحقيقات.
- بعد عامين.. لندن تكتشف هوية السفاح بعد موته
من الشخص الذى يستطيع أن يتحرك فى الشارع بحرية وهو ملطخ بالدماء، دون أن يشك فى أمره أحد؟ ومن المجرم الذى لديه الخبرة فى التشريح بهذه الطريقة غير الجزار والطبيب؟ معطيات طرحتها التحقيقات، فاشتبهت بالفعل فى جزار يدعى "جكوب"، لكنها تركته لعدم كفاية الأدلة، خاصة أن هناك ضحية لم تقتل بنفس الطريقة. منذ شهور، فتحت التحقيقات ملف "السفاح جاك"، ليتبين من خلالها أنه فعلا الجزار الذى اشتبهت فيه الشرطة وتركته، فهو يهودى كان يعمل جزارًا، لكنه كان فاشلًا ويعانى من خلل عقلى، وفقا لحديث زوجته، وتوفى منذ عامين نتيجة مرض الزهرى.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
