يبدو ان اجهزة الامن الاسرائيلية تتدخل ليس فقط في الشؤون العسكرية للفلسطينيين، وانما في شؤونهم الاجتماعية ايضا لابتزازهم وللتجسس عليهم. ففي الوقت الذي تعتبر فيه مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت وسيلة الاتصال الأكثر شعبية لأبناء قطاع غزة المحاصرين منذ عام 2007 للتواصل مع العالم، استغلت مخابرات الاحتلال تلك المواقع في تجنيد عملاء لها بين الفلسطينيين. وكانت وسائل إعلام عربية وغربية كشفت مؤخرا أن شبكات المواقع الاجتماعية تخضع للرقابة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختصة لاستقطاب الشباب في الدول العربية، خصوصا الدول ذات العلاقة بالصراع العربي - الإسرائيلي.
الشاباك يستغل مواقع التواصل
الاجتماعي لتجنيد عملاء فلسطينيين!
وحذرت مصادر أمنية فلسطينية من جهاز "الشاباك"، جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل ويخضع مباشرة لرئيس الحكومة ويدعى أحيانا بالشين بيت، يوظف الإنترنت والمواقع الاجتماعية في إسقاط العملاء، مشيرة إلى أنه في كثير من الأحيان يلجأ عملاء المخابرات الإسرائيلية إلى التواصل مع أكبر عدد من الشباب الفلسطيني عبر غرف الدردشة والمنتديات و"المسنجر" و"الفيس بوك" و"تويتر" و"ماي سبيس" وغيرها عن طريق تجميع اكبر كم من المعلومات عنهم وكذلك استخدام صورهم وبياناتهم على تلك المواقع لابتزازهم وتجنيدهم.
وأكدت مصادر أمنية لصحيفة "القدس" الفلسطينية أن "الشاباك" يوظف المعلومات التي يضعها المستخدمين عن أنفسهم وحول معارفهم في المواقع الاجتماعية، وتحديدا "فيس بوك" ويستغلها في بناء ملفات شخصية لعدد كبير منهم لتحليل شخصياتهم واختيار الضحايا المناسبة لعمليات التجسس.
وأشارت إلى أن الكثير من العملاء الذين تعاونوا مع الاحتلال اعترفوا بأنهم ارتبطوا بالمخابرات الإسرائيلية عن طريق التواصل عبر الإنترنت وتم إيقاعهم عن طريق عناصر من "الشاباك" يقدمون أنفسهم في البداية على أنهم شخصيات فلسطينية، ومن ثم يتم استدراج المستخدم للعمل بشكل كامل لصالح إسرائيل عن طريق الابتزاز لإسقاطه في براثنه.
