رغم بعد المسافة والعيش في غربة لم ينس انه عربي ، لذا عني بالتنقل ما بين البلاد وفرنسا وانشاء ورشات عمل ما بين البلدين. شكل وبكل صعوبة نقطة لالتقاء الحضارات ، تخطت الدين واللون والعنصر، بل والعنصرية، وهذا هو المبدأ الذي اهتم أن ينشئ الجيل الجديد عليه ليرسخ في اذهانهم الغضة كرسوخ النقوش في الحجارة.
وبعد ان اثبت عيادي انه واحدة من تلك المواهب الواعدة، انتقل الى مرحلة حياتية مغايرة قلبت مسار حياته تسعين درجة مئوية، بعد ان اصطحبته الفرقة الى مدينة ليون الفرنسية ، حيث انضم إلى مسرح (ايماج ايجو) ،وهو مسرح عالمي يقوم هناك، ويلف أنحاء العالم ، بما ينيف عن اربعين دولة، فقد وصل الى اوروبا بمجملها، المغرب العربي، استراليا ، اليابان ، الصين، آسيا، اميركا، ويعمل على نشر الوعي الى ماهية التبادل الثقافي بشكل يحاكي الانسان كآخر، ويتسامى عن هويته .
حظي عيادي بالرعاية والتدريبات والتأهيل، الى ان اصبح احد فنانيه الرئيسيين.
ينفرد هذاالمسرح بأسلوب خاص ومغاير بتخليه عن النمطية المتبعة في سائر المسارح.
تبقى اللغة الفرنسية اللغة المحورية المتبعة في الحوارات، وتتمازج معها لغات اخرى من جميع انحاء العالم منها العربية والاسبانية، حيث يعبر كل فنان عن الحالة والقضية المطروحة بلغته الخاصة، كان يطرح الفنان سؤالا باللغة العربية فيرد عليه زميله الجواب بلغته الشخصية، بشكل يراعي المضمون والفحوى وبطريقة تحافظ على ايصال الرسالة كاملة وواضحة تفي المشاهد المستمع حقه.
مشاكل العالم ...عنصرية ...وحروب و..
يمتاز المسرح بطرحه الجريء لمجريات الحياة اليومية وصغائر الامور التي تحمل دلالات لكبائر تتمثل بالعنصرية، والحروب، الحدود، وقضايا التعليم كتسرب الطلاب من المدارس، اضافة الى طريقة التعليم المعاكسة، بحيث نرى الطفل يعلم الأستاذ، فيتأرجح الأمر ما بين السلبية والايجابية، والانشغال بالانترنت يبعد يد القارىء عن ملامسة صفحات الكتاب.
للفنون أحلام في مسرح الطفل _ فلسطين
وقد قامت المؤسسة منذ تاسسيسها باقامة اربعة عشرة ورشة فنية في البلاد، الضفة، رام الله، بيت لحم ، ألقدس ، يافا، حيفا، الناصرة، مخيم عايدة ومخيم الدهيشة في بيت لحم، بحيث جمعت شريحة من الاطفال ومنحوا فرصة للعمل في العطل الصيفية على مدارس لخمس سنوات.
تعمل المؤسسة اليوم مع الشريحة ذاتها والتي تطلع لإكمال التواصل معها لفترة تتراوح ما بين سبع إلى ثماني سنوات.
يعتمد المشروع على الفنانين الأوروبيين والمحليين ويتم العمل على صقله من خلال الورشات السنوية التي تنشر في المدن المندرجة في قائمة المشروع.
حلقة وصل..
يشكل عيادي حاليا ايضاً حلقة وصل بين الفنانين المحليين وبين فناني فرنسا عن طريق ورشات عمل يتم عرض نتاجها فيما بعد في الخارج، امام الجاليات العربية، بشكل يعرض صورة الشعب الفلسطيني وثقافته وحضارته وفنه وعراقته، بما يثبت ان للفلسطيني دور آخر غير الحرب والملاحم وحمل السلاح والحجر.
ويتم التعبير عما ذكر وعن الصراع الفلسطيني من خلال المسرح الاستعراضي الشامل للتمثيل والرقص والموسيقى.
"بريفزوار"2009 ....(شواهد 2009)... على احداث غزة
"برويفزوار"2009 وتعني شواهد (شواهد 2009)هو برنامج ثقافي ينفذ تضامنا مع احداث غزة الفين وتسعة، يتم من خلالها استضافة وفد من الممثلين الاوروبيين في مدينة الناصرة خلال شهري تموز وآب .
يستقطب البرنامج أطفالا من أربع عشرة مدينة من شمالي وجنوبي البلاد ، بما يشمل الضفة والقدس، كما يعنى بالمحاولة قدر المستطاع لدخول غزة واحضار اطفال مشاركين منها.
وبناء عليه يتوجه الفنان عبر سطورنا في "فرفش" الى التنويه الى الحاجة الى كوادر تعيل المشروع، ويرنو الى استدعاء كل راغب في التطوع للتوجه الى المشروع بتفاصيله عبر
Artistes.dreams@gmail.com
تعليقات الزوار | اضف تعليق
