شاهد على زيارات ثلاثة بابوات الى الناصرة!!

الناصرة بتاريخها الحديث استقبلت ثلاثة احبار واعتبر نفسي محظوظا اني واكبت هذه الزيارات الثلاث منها ما كان عن قرب ومنها ما كان بواسطة الشاشة الصغيرة.

البابا بولس السادس في زيارته
للناصرة..

الزيارة الاولي كانت لقداسة البابا بولس السادس الذي اعلن في نهاية الجلسة الثانية لمجمع الفاتيكان بانه قرر القيام بزيارة دينية الى الاراضي المقدسة وبذلك يكون اول حبر اعظم بتاريخ الكنيسة الكاثوليكية يقوم بمثل هذه الزيارة في الخامس من شهر كانون الثاني سنة 1964 حضر قداسته من الاردن الى اسرائيل عن طريق مجيدو حيث استقبله رئيس الدولة، زلمن شازار ورئيس الحكومة ليفي اشكول وباقي وزراء الحكومة وافراد السلك الدبلوماسي، ومن هناك الى الناصرة حيث كنيسة البشارة وهناك اقام الصلاة في بيت العذراء، لان الكنيسة كانت في طور البناء.

بعد الصلاة توجه قداسته الى جبل طابور ومنها الى الطابغة وكفرناحوم وجبل التطويبات حيث تناول طعام الغداء في الدير ومنها الى اورشليم وعودة الى القدس القديمة عن طريق بوابة مندلباوم، في الناصرة وبوساطة المهندس الاب بنديتو الذي كان يشرف على بناء الكنيسة آنذاك طلب مني ان اكون بين المستقبلين لقداسته عند مدخل الكنيسة واساعد في ادخال الضيوف حيث زورني بشارة خاصة وضعتها على ذراعي وبذلك استطعت ان اكون قريبا من قداسة البابا وحتى في المغارة التي اقام فيها الصلاة.

واذكر بعض عناوين الصحف تصدرت الصفحات الاولي" يوم او بعد الزيارة الاولى لحبر اعظم الى الديار المقدسة" و " جريدة اليوم " قداسة البابا بولس السادس يصل الى اسرائيل اليوم.

100 الف يستقبلون الموكب في الناصرة، اسرائيل حكومة وشعبا ترحب بالضيف الكبير

استرعى انتباه الجميع الزينات التي اقيمت على جانبي الطريق وتم نصب قوسي نصر كبيرين، الاول في مدخل الشارع الرئيسي في الناصرة والثاني في مدخل شارع الكازانوفا واقام اصحاب البيوت والمحال التجارية الزينات في واجهات بيوتهم، كما رفعت الاعلام البابوية واعلام الدولة.

كان للبلدية دور كبير حيث اعلن رئيسها انذاك سيف الدين الزعبي تسمية الشارع الرئيسي في الميدان على اسم قداسة البابا بولس السادس ونوه ايضا بان البلدية ستهتم بتجميل الشارع وتوسيعه واقامة الارصفة وغرس الاشجار على جانبيه.( كلنا نعلم اليوم ان هذا حصل). كان في استقبال قداسة البابا عند مدخل كنيسة البشارة رئىس بلدية الناصرة سيف الدين زعبي ونائبه نديم بطحيش وجمع غفير من رؤساء الطوائف المسيحية والسلك الدبلوماسي واخرين.

البابا يوحنا بولس الثاني

توجه قداسة البابا بعد القداس الى جبل الطور ومنه الى كنيسة الطابغة ثم كفرناحوم واخيرا كنيسة التطويبات حيث تناول طعام الغداء وبعدها غادر الى اورشليم ومنها الى القدس القديمة في الاردن.

زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني 25/3/2000

في الخامس والعشرين من شهر اذار سنة 2000، سنة اليوبيل الاحتفالي حينما كانت انظار العالم المسيحي متجهة نحو الشرق نحو البلاد المقدسة، قرر قداسته ان يزورها وخصوصا بيت العذراء مريم في الناصرة ويوم ذكرى البشارة بشارة العذراء حين ظهر لها الملاك جبرائيل قائلا:" يا مريم قد وجدت نعمة عند الله وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسميه يسوع". هنا في هذا البيت المتواضع والموجود في كنيسة البشارة، قرر قداسته ان يحج اليه ليتأمل وليصلي. الطائرة العامودية التي اقلت قداسته هبطت في الناصرة العليا ومن هناك وبموكب مهيب انتقل قداسته الى الكنيسة مارا بشوارع مدينة الناصرة المكتظة بالناس على جانبي الطريق فرحة مرحبة ومهللة لقداسته الى ان وصل الى كنيسة البشارة حيث استقبله عند مدخلها رئيس واعضاء المجلس البلدي والمطارنة والكهنة وبعض افراد الحكومة والسلك الدبلوماسي في البلاد.

في الكنيسة التي كانت تغص بحضور المصلين، اقام قداسته صلاة احتفالية بمناسبة ذكرى البشارة ومما قاله في الكنيسة: في الناصرة حيث يسوع زاد حكمة مع السنين ونعمة امام الله والناس، اطلب من العائلة المقدسة ان تلهم المسيحيين في العالم الدفاع عن العائلة من تهديدات عصرنا هذا وان نحافظ على طبيعتها وكيانها ورسالتها.

بعد القداس الاحتفالي غادر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عائدا الى القدس.

زيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر 14 ايار سنة 2009

البابا بندكتوس السادس عشر

يوم الخميس الرابع عشر من ايار سنة 2009، وعند الساعة العاشرة صباحا ظهرت في الاجواء طوافات تحمل احداها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ومرافقيه من الكرادلة والمطارنة ورجالات الفاتيكان وعند نزول قداسته من الطائرة كان في استقباله رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي وعقيلته حنان ونائب رئىس البلدية علي سلام وآخرين من رجالات المدينة وسط حراسة امنية مشدة. بعد مراسم الاستقبال توجه الجميع الى جبل القفزة حيث كان ينتظر قداسته ستون الف مواطن احتشدوا في مدرج واسع تم بناؤه خصيصا لهذه المناسبة وما ان دخل قداسته الى المكان حتى علت اصوات الهتافات بحياة قداسته مرحبين به في الناصرة.

في كلمته للجموع الغفيرة في المدرج قال قداسته:" سروري عظيم بمجييء الى الناصرة المكان المبارك سر البشارة الذي رأى السنوات الخفية من نمو المسيح في الحكمة والقامة والنعمة".

تخلل القداس ترانيم لاتينية وبيزنطية ومارونية وقراءات من الكتاب المقدس بعدة لغات.

قداسة البابا بندكتوس السادس عشر جاء حاجا ليتأمل وليصلي في كل مكان له علاقة بالسيد المسيح ومنها الناصرة حيث الملاك جبرائيل بشر العذراء مريم بأنها ستحبل وتلد ابنا تسميه يسوع.

القداس في جبل القفزة كان رائعا بالاداء والمضمون والتنظيم. بعد القداس توجه قداسة البابا الى دير الفرنسيسكان حيث جرى لقاء قداسته مع رئىس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعدها توجه الى قاعة الفرنسيسكان حيث التقى بممثلي الاديان المختلفة وظهر قداسته مسرورا بلقائهم ومما قاله قداسته: "اعرف ان الجليل معروف كبيت الديانات والتعايش بسلام وباخوة والقيم المشتركة".

بعد الاجتماع توجه قداسته والجموع الى كنيسة البشارة حيث احتفل بقداس الغروب، الكنيسة كانت غاصة بالمصلين وبمن استطاع ان يؤمن له دعوة لحضور القداس الذي كان الفقرة الاخيرة في برنامج قداسة البابا بندكتوس السادس عشر بزيارته الى مدينة الناصرة.