قد تكون مرافق الحمامات الحديثة قد سهلت الحياة وجعلتها أكثر نظافة، ولكنها دمرت أيضاً جزءاً كبيراً من تراث الفن الإيطالي. وفيما مضى، وقبل تزويد المنازل بأنظمة المياه الجارية، وانتشار أحواض الاستحمام، كان الإيطاليون يزورون منازل عامة للاستحمام، تتماشى في أسلوبها مع أسلوب عاصمة إيطاليا والموضة العالمية، ميلانو.
ولا بد أن الوجهة الأكثر شعبية لسكان مدينة ميلانو الجميلة كانت مجمع "ألبيبرغو دويرنو فينيسيا" الأشبه بفندق صباحي، حيث كان يجتمع أفراد المجتمع من جميع الطبقات الاجتماعية المختلفة، لأغراض استجمام، كالاستحمام والحلاقة والتزين وتقليم الأظافر. وفي بداية القرن الماضي، اعتبر قصر النظافة هذا الذي بني تحت الأرض بطراز الآرت ديكو، أحد أهم الوجهات في ميلانو، حيث زاره أشخاص من جميع الطبقات الاجتماعية، ومن بينهن سيدات من الطبقة البرجوازية، ورجال أعمال شباب، أو شيوخ ومشردين.
قبل زمن السباكة المنزلية الحديثة، كان أفراد الطبقة الراقية في ميلانو يجتمعون في مجمع "ألبيبرغو دويرنو فينيسيا"
الذي هو عبارة عن حمامات عامة مبنية تحت الأرض للعناية بنظافة الأفراد الشخصية.
ولكن، مع تغلغل أنظمة أنابيب المياه في كل البيوت، بدأ الناس يهجرون "ألبيرغو" ويكتفون بالاستحمام في منازلهم. وحالياً، أُغلق مجمع "ألبيبرغو" خلف باب صدئ في محطة مترو ساحة فينيسيا في ميلانو، بعيداً عن آلاف السياح الغافلين عن وجوده.
وبُني مجمع "ألبيبرغو" قبل قرن من الزمان، وانخفض عدد زواره تدريجياً، بسبب الحداثة.
اُعتبر "ألبيبرغو" مركز خدمات متعددة بمرافق مختلفة، تشبه إلى حد كبير مراكز التسوق الحديثة في يومنا الحالي.
ولم تتضمن منازل الطبقة المتوسطة في ميلانو سابقاً أحواض استحمام، إذ كانت تعتبر ترفاً لا يمكن تحمل نفقته.
لذا كان السكان يأتون إلى "ألبيرغو" للاغتسال يومياً.
وتضمن "ألبيرغو" غرف مخصصة لجميع الطبقات الاجتماعية، سواء السيدات من الطبقة البرجوازية، أو
رجال الأعمال الشباب، والشيوخ والمشردين.
صُممت أرضيات أفخم الحمامات في المجمع من الرخام وتضمنت مرحاضاً خاصة، ليتمتع بهذه الرفاهية قلة
من أفراد المجتمع.
يستطيع الزوار اليوم رؤية الحمامات وبرك السباحة، وصالونات الحلاقة، ووكالات السفر، ومكتب البريد،
والبنوك، والهواتف العامة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق