بوسع البحر وعمق الخنادق، تتربع بحيرة بايكال في روسيا على قائمة أكبر عجائب الدنيا الطبيعية في العالم. إذ تصل مساحة بحيرة بايكال أكثر من مساحة دولة بلجيكا، كما أنها تحتوي على ما يقارب ربع المياه العذبة في العالم، أي أكثر من مجموع البحيرات الخمس العظمى في أمريكا.
وتعد البحيرة أعمق جسم مائي داخلي، إذ قد يستغرق ملء حوضها الحجري الضخم بجميع أنهار العالم، عاما كاملا. وفي حين أن أكثر من 300 نهر يتدفق إليها، لا يتدفق منها إلا نهر واحد وهو نهر أنغارا الذي يصب في المحيط المتجمد الشمالي، على بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال.
في حين أن بحيرة بايكال باتت تجذب مؤخراً أعداداً متزايدة من السياح الدوليين، إلا أن منظر البحيرة الدرامي لطالما قد أسر قلوب وعقول الروسيين
وتقع بحيرة بايكال في قلب سيبيريا، على بعد 3500 كيلومتر غرب المحيط الهادئ وأكثر من 4 آلاف كيلومتر شرق موسكو، ما يجعلها نائية جغرافيا بعض الشيء، ومكانا يصعب الوصول إليه بسهولة. لذلك، تلعب مدينة ايركوتسك الروسية دور البوابة إلى بحيرة بايكال، والتي تعتبر محطة شهيرة للاسترخاء خلال رحلة قطار عبر سيبيريا الشهير. تعرفوا أكثر إلى بحيرة بايكال الواسعة وبوابتها مدينة ايركوتسك في معرض الصور أدناه:
ويكسو الثلج بحيرة بايكال لمدة أربعة إلى خمسة أشهر في السنة، إذ يصبح الجليد سميك جداً لدرجة أن السكان يستخدمونها بمثابة طريق سريع. ويبدأ الجليد بالذوبان في جنوب البحيرة في أبريل/نيسان، أما في الشمال فقد يستغرق حتى يونيو/حزيران.
قطار عبر سيبيريا الشهير يعد "ملك" جميع رحلات القطار في العالم. ويمتد القطار في رحلة تبلغ 10 آلاف كيلومتر بين موسكو وميناء فلاديفوستوك على المحيط الهادئ، وحوالي 8 آلاف كيلومتر بين موسكو وبكين عبر أولان باتور في منغوليا. ويضطر زوار بحيرة بايكال إلى النزول في مدينة إيركوتسك التي تعد بوابة للبحيرة.
إيركوتسك، التي تسمي نفسها "عاصمة شرق سيبيريا،" تضم عدة كنائس الجميلة وهندسة معمارية كلاسيكية جديدة ومقاهي مريحة ودافئة.
تأسست إيركوتسك من قبل مستوطنين روس، وظهرت لأول مرة على الخريطة في منتصف القرن الـ17. اليوم، تعد المدينة موطن لأكبر مجموعة عمارة خشبية في سيبيريا.
البرياتيون هم السكان الأصليون لمنطقة بايكال، ويعدون أكبر أقلية في روسيا، متمركزين في جمهورية بورياتيا، التي تمتد جنوباً من الساحل الشرقي لبحيرة بايكال. ويعتنقون البرياتنيون الديانة الشامانية في أصولهم ولكن الكثير منهم قد اعتنقوا تدريجياً الديانة البوذية متأثرين بجيرانهم المنغوليين.
ورغم أن أغلبية البرياتيين يعتنقون البوذية اليوم، إلا أنه لا يزال هناك من يعتنق الديانة الشامانية في بورياتيا. كما أنه هناك مواقع شامانية تعرف باسم "أوفوز" يأتي إليها الحجاج، ويزينون الأشجار بشرائط وقصاصات قماش كقرابين للأرواح.
تعليقات الزوار | اضف تعليق