دمشق .. المدينة الأقدم الأكثر عراقة.. هي مدينة السحر والآثار التاريخية الأخاذة والتي تحوي معان عدة تكمن في الأصالة، التفرد، وحتى الأساطير التي سطرت بها مدينة دمشق تاريخها. ولعل ابواب دمشق هي أكثر شاهد على تاريخ هذه المدينة الناصع.. فاليكم اعزاءنا قراء موقع فرفش متابعي مسلسل باب الحارة المعروض ضمن مسلسلات رمضان 2016، اليكم صور ابواب دمشق التاريخية الجميلة. ولمشاهدة مسلسل باب الحارة وباقي مسلسلات رمضان في موقع فرفش اضغط هنا: مسلسل باب الحارة
أبواب دمشق هي أجمل ما ينسب لتلك المدينة الرائعة، والتي تقع على سور دمشق القديم الذي تم تشييده في العهدين الإغريقي والروماني. إذ كانت أبواب دمشق بمثابة مفتاح لا يمكن الناس من الدخول إلى دمشق إلا من خلالها. وفي العهد الروماني كان لذلك السور سبعة أبواب، وبين الحين والآخر كانت تزيد تلك الأبواب وتنقص كلما استدعت الحاجة إلى تجديد السور. إلا أنها لم تتجاوز العشرة أبواب. والتي سنستعرضها سوية.
1- باب توما: هو أحد أشهر أبواب دمشق القديمة، الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة. وأطلقت عليه هذه التسمية نسبة إلى القديس توما، أحد رسل المسيح الإثني عشر، والذي كان يقال له التَ وأم أيضاً. حيث أن دمشق كانت موطن ومقصد للرسل والقديسين. بني هذا الباب أول مرة في عهد الرومان ثم أعيد ترميمه إبان عهد الملك ناصر داوود سنة 1228. وكان بالقرب من باب توما كنيسة حولت فيما بعد إلى مسجد بعد الفتح العربي لمدينة دمشق، والذي أزيل في بداية عهد الانتداب الفرنسي على سوريا. ولا يزال هذا الباب نموذج من نماذج المنشآت العسكرية للدولة الأيوبية. ولكل باب من أبواب دمشق مجسم لكوكب من الكواكب ويسمى بإسمه. وأنسب باب توما إلى كوكب الزهرة كما أورد ابن عساكر. كذلك يقال إن الصحابي عمرو بن العاص دخل منه يوم الفتح الإسلامي لمدينة دمشق.
2- باب شرقي: هو كذلك أحد أبواب المدينة، وأهم ما يميزه هو أنه لا يزال يحتفظ بصبغته وعمارته الرومانية، وتمت تسميته بـ"شرقي" لأنه يقع في الجهة الشرقية لمدينة دمشق القديمة عند التقاء الطريق المستقيم، الشارع الرئيسي لمدينة دمشق آنذاك، والوارد ذكره في الإنجيل. وهو امتداد لشارع سوق مدحت باشا. يتكون الباب من ثلاثة أقواس، قوس كبير في الوسط لمرور العربات قديما، وقوسيين جانبيين. يحيط بالباب عدد من الكنائس والمناطق الأثرية، إضافة إلى المحال التجارية التي كانت تستقطب السياح، الذين كانوا يسعون لامتلاك المقنيات الدمشقية الأصيلة. كما يجاوره قصر النعسان، الذي يعد أحد الوجهات السياحية التي يتوافد إليها الزوار إلى يومنا هذا.
3- باب كيسان: باب كيسان، أحد الأبواب العريقة التي كانت كانت تسمى بـ"باب زحل" نسبة إلى كوكب زحل. وكان يتفرد بجمال تصميمه ونقوشه الآخاذة. كذك تم تجديد الباب خلال حقب تاريخية شتى، بدأت بأيام الرومان، مرورا بالعهد الأموي عام 14 للهجرة، وعهد المماليك أيام حكم الملك الأشرف ناصر الدين الثاني، وانتهاء بآخر ترميم الباب في القرن الثامن عشر الميلادي. ويروى أن للباب قصصا تاريخية قيمة، أهمها تلك القصة التي تروي انتشار المسيحية في العالم، إذ تم انزال (القديس بولص) بسلة من على السور الروماني لمدينة دمشق وعند ذلك الباب، هاربا بدين المسيحية الذي سعى إلى نشره في أرجاء أوروبا. يجاور باب كيسان معالم وأوابد دينية وتاريخية هامة تتمثل في المقدسات والكنائس وغيرها.
4- باب السلام: يعد أحد رموز مدينة دمشق القديمة. واختلفت الآراء حول تسميته بهذا الإسم كما قاموا بنسبه إلى العهد الروماني. وقال البعض إنه ينسب إلى نور الدين زنكي أول من أنشأه سنة 1164، وجدده الملك الصالح أيوب سنة 1243. يعتبر باب السلام ثاني باب أيوبي تم انشاؤه بعد باب توما. ولا يزال الباب بحالة رائعة. ويقع باب السلام إلى الشرق من باب الفراديس على منعطف سور دمشق.
5- باب الجابية: هو باب يقع غرب سور دمشق عند نهاية السوق الطويل وسوق مدحت باشا، مقابل باب شرقي في الطرف الثاني من الشارع. ويتألف الباب من ثلاث فتحات، حيث توجد بوابة كبيرة في الوسط، وبوابتان أصغر منها على جانبيها. والقول السائد في سبب تسميته بهذا الإسم، هو أنه ينسب إلى امرأة صالحة تدعى "السيدة جابية". ويعود بناؤه إلى العهد الروماني وتم ترميمه في عهد ملك دمشق نور الدين زنكي عام 1164، وجدده بعد ذلك ناصر الدين داوود بن عيسى. كما تعج هذه المنطقة بالعديد من الأسواق، والأماكن الدينية والتاريخية التي تأسر القلب. ويذكر في كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي، أن قبر معاوية بن أبي سفيان ومؤسس الدولة الأموية عند هذا الباب.
6- باب النصر: يقع في الجهة الغربية للسور وهو أول باب إسلامي استحدث في السور بعد الأبواب الأصلية الرومانية، كان موقعه قرب مدخل سوق الحميدية غرب سوق الأروام الحالي الكائن في الحريقة ويعتقد أنه بُني في العهد السلجوقي أواخر القرن الخامس الهجري سمي بذلك نسبة إلى الملك الناصر الذي فتحه ولا وجود له اليوم. كان يوجد قربه خمسة أنهار. وكان اسمه باب الجنان لأنه يُطل على بساتين وحقول ومروج. منها حكر السمان ووادي البنفسج والمرج الأخضر والشرفان والشقراء والبهنسية والنيربين والخلخال والمنيبع والجبهة والربوة وغير ذلك.
7- باب الفراديس: يقع في الناحية الشمالية للمدينة القديمة. وأطلقت عليه هذه التسمية نسبة لكثافة البساتين المقابلة له خلال تلك الفترة. وكان بمثابة معبر يصلها بحي العمارة (أحد أحياء دمشق العتيقة). ويعتبر باب الفراديس من الأبواب الأساسية في السور الروماني لمدينة دمشق، كما سمي أيام الرومان "باب عطارد" نسبة إلى كوكب عطارد. وتم ترميم الباب في فترات زمنية مختلفة لئلا تواكب ركب التقدم الحضاري، ورصد آخر تجديد لذلك الباب عام 1241م، خلال فترة حكم الملك الصالح عماد الدين إسماعيل.
8- باب الصغير: يقع في الجهة الجنوبية للمدينة قرب حي الشاغور الذي كان مسرحا لأحداث مسلسل الخوالي الشهير. يقع في الجهة الجنوبية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعة الأصلية، بناه وجدده الرومان، ونسبه اليونان قبلهم لكوكب المريخ.
9- باب الفرج: يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وهو باب مُحدث أنشأهُ السلطان نور الدين الشهيد وقد سماه بهذا الاسم لما وجده أهل البلد من الفرج بعد فتح الباب، وعند ما قام السلطان نور الدين بتوسيع سور المدينة بين باب الفرج وباب الفراديس ودفعه ليكون محاذياً للنهر أدى ذلك لإنشاء باب أخر على السور الجديد مقابل باب الفرج الأصلي (الداخلي) وهو باب الفرج (الخارجي)، كما أقام عند الباب مسجداً (باب الفرج) وباشورة ( سوق المناخلية ).
عرف في الفترة العثمانية باسم باب البوابجية لوقوعه بين سوقين بالاسم نفسه (والبوابيجي هو من يصنع الأحثية) ورمم الباب الداخلي في العهد الأيوبي أيام الملك الصالح إسماعيل عام 1242 كما رمم الباب الخارجي في العهد المملوكي، وأخر ترميم للباب الخارجي كان عام 1948، ويطلق العامة على الباب حاليا اسم باب المناخلية كونه يقع في سوق المناخلية.
10 - باب سريجة: هي أحد أقدم المناطق وأهم الأسواق التاريخية التي تنسب لمدينة دمشق. ويمتد السوق من سور المدينة القديمة حتى منطقة شارع خالد بن الوليد بالقرب من منطقة القنوات التاريخية. ووفقا للمؤرخين، فقد اتخذ المسمى من السرج، ذلك لأنها تحيط بأسوار دمشق كالسرج. كما يرجعونها إلى زمن الدولة المملوكية التي بنيت خارج نطاق السور.والتي تقع في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة دمشق القديمة، وكان يقطنها احد الولاة في تلك الفترة، وهو "التيروزي"، الذي قام بإنشاء جامع وحمام لايزالا قائمين حتى اليوم، وتعتبر المنطقة بمثابة جسر يصل الماضي بالحاضر. أما باب سريجة فهو احد بوابات دمشق الأربعة ( باب سريجة، باب مصلى، باب الميدان، وباب الصالحية)، التي أضيفت لبوابات دمشق القديمة
تعليقات الزوار | اضف تعليق
