عندما يستشير المريض طبيبه فإنه نادراً ما يتطرق إلى الأمور الحميمة، ومنها مسألة البول، لدوافع عدة، من بينها الخجل والانزعاج، خصوصاً من قبل النساء. وغالباً ما يأخذ الطبيب المبادرة في الحديث عن هذا الموضوع. إن التبدلات التي تحصل في حجم البول ولونه ومضمونه وعدد مراته وبعض العوارض الملازمة له يمكن أن تعطي معلومات مهمة عن الحالة الصحية للجسم أو عن طبيعة الأمراض التي ألمت به وهي كثيرة، من هنا يجب على المريض (ذكراً كان أم أنثى) أن يضع الطبيب في صورة أي طارئ لاحظه على صعيد البول والتبول من أجل المساعدة على التشخيص الصحيح.
إذا كان لديك سؤال أو استفسار يتعلق بالبول فلا تتردد في طرحه أو التحدث عنه مع طبيبك، وإذا كنت لا تستطيع فلا تنزعج فلست وحدك، لكن في إمكانك القيام بجولة عابرة على الحقائق الآتية عن البول، فربما تجد بين سطورها أجوبة على التساؤلات التي تجول في ذهنك:
- لون البول، وهو يدل أكثر ما يدل على أن الشخص يتناول أو لا يتناول ما يكفي من السوائل، فإذا كان اللون أصفر ناصعاً فهذا يشير إلى أن الكليتين تعملان في شكل طبيعي، وأن الشخص يحصل على المقدار الكافي من الماء. في المقابل فإن اللون الأصفر الغامق يعطي إشارة إلى أن الشخص لا ينال الحصة اللازمة من السوائل. في المقابل فإن لون البول الأحمر أو الأصفر الغامق أو العكر يشير إلى وجود أسباب قد تكون غذائية أو دوائية أو مرضية لا بد من التحري عنها لكشف الفاعل.
- عدد مرات التبول، تنتج الكليتان في الشخص السليم حوالي ليترين من البول يومياً يذهبان إلى المثانة، وبما أن الأخيرة لا تستوعب أكثر من 300 إلى 500 ميلليليتر مكعب فهذا يتطلب التبول من أربع إلى ست مرات يومياً لإفراغها، وبالطبع فإن هذا العدد ليس مقياساً حتمياً، فهو يختلف من شخص إلى آخر، إذ يزيد إذا شربنا كثيراً ويقل في حال شربنا قليلاً. أما إذا بلغ عدد مرات التبول أكثر من 11 مرة في اليوم ففي هذه الحال لا بد من القلق وإخبار الطبيب لأن هناك ظروفاً ساخنة خطيرة تتسبب في حدوثها. ويجدر التنويه هنا إلى أن البول برغوة قد يعني ارتفاعاً في نسبة البروتينات في البول وربما وجود مشاكل في الكليتين لا بد من التحري عنها.
- صعوبة التبول، وهي عارض كثير المشاهدة، خصوصاً عند المتقدمين في السن، فقوة تدفق البول عندهم تصبح أضعف بفعل الشيخوخة. وتشتد صعوبة التبول مع مرور الوقت إلى درجة أن المصاب لا يقدر على التبول نهائياً فعندها يطفح كيل المثانة ليصل البول إلى الكليتين ما قد يتسبب في تضخمهما وتعرضهما للفشل مع كل ما يترتب عنه من مضاعفات قاتلة. إن استمرار صعوبة التبول لأكثر من 48 ساعة يتطلب المشورة الطبية العاجلة لكشف الملابسات التي قد تكون التهابات أو أوراماً أو حصيات.
- الألم أثناء التبول، وهو قد يكون عارضاً يتيماً أو مترافقاً مع عوارض أخرى، مثل حرقة البول وعدم القدرة على التبول وعدم الارتياح. وترجع الشكوى من الألم أثناء التبول إلى إصابات عدة، أبرزها التهاب المجاري البولية أو على إثر الأمراض المنتقلة بالنوع.
- الحرقة في البول، وهي تصيب الكثيرين من الرجال والنساء في مختلف المراحل العمرية، وقد تكون مؤشراً إلى عدوى في المسالك البولية أو إلى الإصابة بمرض السكري أو حصيات في المثانة أو التهابات في المهبل عند النسوة أو التهاب في غدة البروستاتة عند الرجال.
- البول الدموي، وهو عارض يثير الرعب لدى كثيرين من المصابين، وقد أثبتت دراسات حديثة أن هذا العارض قد يزول من تلقاء ذاته من دون أن يترك مخلفات سلبية، لكنه في كثير من الأحيان قد يحتاج إلى عناية طبية. وقد يظهر الدم في البول لأسباب مجهولة تماماً، إلا أن هناك أسباباً معروفة قد يكون مصدرها آفات في الكليتين أو في المجاري البولية أو في الأعضاء التناسلية.
- تقطير البول، ويعني عدم القدرة على التحكم في عملية التبول، وهو قد يكون جهدياً أو إلحاحياً، فالأول، أي تقطير البول الجهدي، يشاهد بكثرة عند النساء كثيرات الولادة ويميل إلى الحدوث فجأة بفعل السعال أو الضحك أو الحركة أو العطاس أو الممارسة الرذيلةية. أما النوع الثاني، أي تقطير البول الإلحاحي، فيأتي في صورة مباغتة تتمثل في الرغبة العارمة في التبول لكن مع عدم القدرة على التحكم بالبول أو بتفريغ المثانة بالكامل، أو قد يظهر على شكل خروج قطرات من البول حتى قبل الوصول إلى بيت المياه. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التنقيط الذي يتم بعد عملية التبول هو أمر طبيعي للغاية ولا يستدعي القلق، وكل ما يجب عمله هنا هو التنشيف الجيد في نهاية عملية التبول. ويشاهد تقطير البول عند الرجال المصابين بتضخم غدة البروستاتة والتهاباتها أو نتيجة وجود التهابات في المجاري البولية لدى النوعين.
أما إذا حصل تقطير البول عند الشباب فلا تذهبون بعيداً، إذ غالباً ما يكون السبب الاحتقان الحاصل في غدة البروستاتة جراء التهيجات النوعية المتكررة، أو ممارسة العادة السرية، أو لكثرة تأجيل استحقاق التبول، أو بسبب الإمساك المزمن، أو بفعل التعرض للبرد الشديد. في المختصر إن العوارض البولية قد تكون واضحة أو غير واضحة، لكن هذه أو تلك قد لا تعكس وجود أي مشكلة حقيقية في الجسم، أو بالعكس قد تكون مؤشراً إلى أمر أكثر خطورة لا يحتمل الانتظار بل يتطلب التصرف سريعاً لكشف المستور.
الصور للتوضيح فقط!
تعليقات الزوار | اضف تعليق
