أدت الأزمة السورية التي تحولت إلى صراع بل حرب أهلية، إلى حدوث شرخ بين الفنانين السوريين، فمنهم من أعلن ولاءه لنظام الرئيس بشار الأسد، مثل دريد لحام، رغدة، جورج وسوف، سلاف فواخرجي، ميادة الحناوي، ومنهم من أي د وجود "ثورة" ضد الظلم قال كانت سلمية وحو لها "القمع" إلى حرب ضارية، مثل اصالة نصري، جمال سليمان، كندة علوش، مي سكاف، فارس الحلو وغيرهم. واشعلت اختلاف الآراء حرب الفنانين التي تزداد تأججا واشتعالا.
دريد لحام: مؤامرة ضد دمشق!
من أبرز من يؤيد النظام في سوريا الفنان المخضرم دريد لحام، الذي حاز على شعبية كبيرة لاسيما في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولاحقا في الثمانينات من خلال تعاونه مع الأديب والشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط.
دريد لحام يصر على أن ما يحدث هو مؤامرة أميركية وصهيونية تستهدف دمشق، باعتبارها "قلعة الصمود" في محور الممانعة والمقاومة، وأبدى حزنه تجاه من اتهمه بالعمالة وأنه "فنان سلطة" قائلا: "من المحزن حقا أن يصبح حبك لوطنك تهمة، ودفاعك عن أرضك خيانة"
رغدة: أطالب الجيش باستخدام الكيماوي!
كذلك لعبت الفنانة رغدة دورا كبيرا في الدفاع عما سمته "معركة الوجود في وجه القوى التكفيرية والإرهابية"، وشنت هجوما كبيرا على فصائل المعارضة السورية المسلحة، وأثارت ضجة كبيرة عندما طالبت الجيش السوري باستخدام "السلاح الكيماوي" لإنهاء وجود تلك الجماعات المسلحة.
واشتهرت رغدة كذلك بجولاتها على بعض معسكرات ووحدات الجيش السوري مرتدية الزي العسكري وتقبيل الحذاء العسكري، وسايرها في ذلك العديد من الفنانين مثل زهير عبد الكريم، سلاف فواخرجي، المغني المشهور جورج وسوف، سلوم حداد، و وائل رمضان، الذي دعا في أحد اللقاءات إلى حسم عسكري كبير لإنهاء "الإرهاب والتطرف".
اصالة نصري مع الثورة:
بالمقابل، أعلن فنانون سوريون انحيازهم للاحتجاجات الشعبية منذ الأيام الأولى، مثل المغنية المعروفة المقيمة في مصر اصالة نصري التي هاجمت السلطات في دمشق، رغم أنها اشتهرت سابقا بأغان تمجد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وجرى بينها وبين المغنية المخضرمة ميادة الحناوي مقطع من حرب الفنانين بسبب ذلك، إذ اتهمت الأخيرة أصالة بـ"نكران الجميل" باعتبار أنها تلقت علاجا على نفقة الدولة في عهد حافظ الأسد.
جمال سليمان ينضم للمعارضة:
ومن أبرز الفنانين الذين أعلنوا معارضتهم لنظام الحكم في سوريا الفنان جمال سليمان، الذي لم يكتف بإعلان معارضته فقط، بل شارك سياسيا من خلال اجتماعات ولقاءات مع المعارضة، وانضم لفترة مؤقت إلى الائتلاف السوري المعارض قبل أن يعلن استقالته.
كندة علوش: نعم للاحتجاجات ولست فلسطينية!
كذلك أعلنت الفنانة كندة علوش أنها تؤيد الاحتجاجات في سوريا، وعلى "ضرورة تحقيق مطالب الشعب"، واضطرت كنده أن ترد في أكثر من لقاء على أنها سورية الأب والأم وأنها من مدينة حماة بوسط سوريا، بعد أن اتهمها بعض الموالين للنظام بأنها فلسطينية النوعية ولا يحق لها التدخل بشأن سوري خاص.
فارس الحلو ومي سكاف: مسيحيان يدعمان الثورة
من جانبه قال فارس الحلو أنه لن يشارك في أي عمل يضم من سماهم "فنانو النظام"، ويؤكد الحلو مع الفنانة مي سكاف التي تعرضت للاعتقال على أن ما يجري في سوريا ليس حربا طائفية، فهما "مسيحيان يدعمان الثورة لأنها تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة وليس استبدال استبداد باستبداد آخر"، ويوافقهما الرأي فنانون ينتمون إلى الطائفة المسيحية مثل جهاد عبده ومكسيم خليل.
