رغم أن تعليمه لم يتعد َ المرحلة الابتدائية، ورغم ان مصاعب الحياة التي جعلته "أمياً"، لا يقرأ ولا يكتب، كما يصف نفسه، لكن الطفل اليتيم "رشاد م." من السعودية والذي يبلغ من العمر 12 عاما، اكتشف أن لديه موهبة شعرية وعمل على تنميتها أثناء مكوثه في دار إيواء الأطفال المتسو لين التي تتبع لجمعية البر في جدة. زملاء "رشاد" وجميع مشرفي الدار مؤمنون بمواهبه المتميزة، ويعتبرونه نموذجٌ رائعٌ يجيد الترحيب بزوار وضيوف الدار، عن طريق فن الإنشاد الذي يجيده والبديهة العالية والسريعة التي يتمي ز بها في نظم أبيات الشعر للترحيب بالزائر.
يحكي "رشاد" قصته التي بدأت بوفاة والده ووالدته، والحريق الذي أصاب أخاه الأكبر الأمر الذي جعله يتحم ل مسؤولية شقيقاته الأربع، ليبدأ بعدها السعي للدخول إلى المملكة العربية السعودية لكي يستطيع أن يحو ل مالاً يسد احتياجات أخواته "بحسب قوله". ويواصل "رشاد" قصته، فعند وصوله إلى جدة بدأ فترة وجيزة عملية التسو ل ثم قام بعد ذلك بشراء العلك وبيعه عند الإشارات، حيث ساهم ذلك في سد احتياجات أخواته عن طريق تحويل ما يجمعه من أموال كل فترة بمتوسط دخل 70 ريالاً يومياً.
الطفل اليتيم رشاد
وبعد القبض عليه من الجهات الأمنية وإيداعه دار الأطفال المتسو لين، بدأ رحلة التغي ُر "كما وصفها"، تعر ف على أقرانه، عاش طفولته، واكتشف ما يملكه من مواهب ولاسيما في الإنشاد ونظم قصائد الشعر، فضلاً عن حفظ سوراً وأجزاءً من القرآن الكريم، آملا العودة في أقرب فرصة إلى بلده ليعيش بجوار أخواته وخدمتهن، في الوقت الذي يعرب عن حزنه بأن فراقه عن أصدقائه بدار الإيواء بات وشيكاً. بتصرف عن سبق.
