تدمج الدول المتطورة الاشخاص ذوي الاعاقة في المجتمع وتوفر لهم حاجتهم من العلاج والدعم والمساعدة ليتعلموا في المدارس كغيرهم حتى لو كانت قدراتهم العقلية اقل من الآخرين، وتوفر لهم عملا شريفا في حال كانوا قادرين على العمل، وتتكفل بباقي مصاريفهم حتى يعيشوا حياة كريمة. ولكن الوضع مع الاسف الشديد يختلف في الدول العربية. وما نسمعه من حكايات عن ذوي اعاقة قست عليهم الحياة والمجتمع والاهل يجعل العين تدمي والقلب ينفطر حزنا والما. اليكم اعزاءنا قراء موقع فرفش حالة واقعية لطفل مسكين من المغرب لديه اعاقة قام اهله بربطه من رجله في سلسلة في حجرة صغيرة لا يمكن ان تسمى حجرة حيث يعيش فيها كالحيوانات.
حجرةٌ من الطين تليق اكثر بالحيوانات، وحبلٌ معقودٌ فِي قدمِ طفلٍ عارٍ، يكابدُ إعاقَة منذٌ سنواتٍ طوال، ولمْ يجد ذُووهُ سبِيلًا إلى معالجةِ حركته المفرطة، سوى ربطه، وإمداده بالطعام، فِي معتقلٍ قسرِي، ذاكَ ما اهتدَى إليه ناشطُون زارُوا قبيل "الغف ُولَة" ضواحِي مدينة تاوريرتْ، حيثُ يأملُ الطفلُ فيصل براد، إفراجًا، لا علاجًا، فقطْ.
الطفلُ فيصل، الذِي قضَى سبعة أعوامٍ مربوطًا، من قدمٍ واحدة، يتكئُ برجل واحدة فقطْ على أرضي َة، فرشتْ عليها بعض الأسمال، شاربًا بنهمٍ كأس ياغورت، مد َ إليه، مستندًا بيده اليسرى على الجدار، المرصوص بالحجارة، ولا ثيابَ على جسده الطفولِي، فيمَا علقَ حبلٌ بآخر الحجرة. حين سئلَ ذُووا الطفل فيصل، البالغ من العمر 13 عاما، عن السبب الذِي جعلهم يربطُونهُ فِي ظروفٍ غير آدميَ ة، أجابُوا بأنهُ يكسرُ أي َ شيءٍ أمامهُ إنْ هو أضحَى حر ًا، مما جعلهم لا يجدون سبِيلًا إلى كف ِ ما قدْ ينجم عنْ حريته بالربط، وإنْ كان ذلك في حجرةٍ من الطين، سبقَ أنْ أصيب فيها بحجارةٍ وقعت على رأسه، كما يقولُ أحد معارف
الطفلُ فيصل هرعَ إلى حضنِ أمهِ معانقًا إياهَا لمَ ا دخلتْ إلى حجرته، فيما هي تبكِي حاله، وهو يشربُ كل َ ما مد َ إليه لإخراس جوعه، قائلةً إن َ لا أحد استجابَ إليها حين راحت تبحثُ عمن يعالجه "ما تركتُ مكانًا إل َا وقصدتُه بابني هذا، قصدتُ الرباط فلم يقبلُوا به، كما الخميسات وبنسودة في فاس ولم يقبلُوا به، وأنَا أملكُ الآن قطعة من مائة متر، آملُوا أنْ يعينونِي على بنائها، كيْ أنتشلَ ابنِي من هذه الحالة"، تقول الأمُ .
الطفل المغربي في حجرة تصلح للحيوانات
وتقولُ الأم ُ إنَ ابنها فيصل معاقٌ منذ سنةٍ من ميلاده، وقد تعبت، طرقتُ جميع الأبواب وما تلقيتُ جوابًا، ولمْ أجد أي َ حل ٍ، وأنَا أطلبُ الله، أن يلتفت إلى حالنا"، مضيفةً أنَ مركز طبي ًا قبلَ باستقبال ابنها، بسبب صعوبة التحكم فيه، أكثر من ذلك، لم يعد الطفل فيصل يتناولُ أيَ دواء ولا هُو يتلق َى علاجًا رغم وضعه الصعب، حيث انقطع عن تناول بعض المهدئات منذ مدة.
وتتابعُ الأم بأن َ الطبيب هو الذي طلب منها إيقاف علاج ابنها، "الذِي لا ينامُ ليلًا ولا نهارًا، ولا يميزُ بين الأوقات" تزيدُ الأمُ ، وابنهَا بنصفِ بدنه العاري يسحبها إليه، باسمًا، غير مدركٍ للوضع غير الآدمِي، حيثُ يعيشُ منذ سنوات طوال، دون ولوجٍ إلى علاجٍ يحفظُ لهُ بعض كرامته. بتصرف عن هبرس.
حقوق النشر للمواد الحصرية الخاصة محفوظة لموقع "فرفش" ولا يجوز اعادة نشر او تعديل او نقل مواضيع أو افكار "فرفش" الحصرية الخاصة حفظا لمجهود كت ابنا ومراسلينا.