زار رئيس الحزب القومي البريطاني نيك جريفن، المعروف بكراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين، دمشق قادمًا من منطقة البقاع، وهي احد معاقل "حزب الله" في لبنان، وقد تمت هذه الزيارة بدعوة رسمية وجهها اليه رئيس النظام السوري بشار الأسد، وادعى جريفن في تغريدة له على حسابه على "تويتر"، "ان الحياة في دمشق طبيعية، وان حركة المرور فيها مزدحمة والمتاجر مليئة بالسلع، وان العائلات تخرج للتشمس!"، متسائلا: "لماذا تتحول دولة علمانية مستتبة إلى جهنم من الكراهية الطائفية، على طريقة العراق؟".
سوريا تعاني من هجمة يشنها
عشرات آلاف المقاتلين الغرباء
وعلق جريفن في تغريداته على التفجيرين اللذين وقعا الاربعاء، في ساحة المرجة الدمشقية، وقتل فيهما 14 وجرح 31 آخرون، انه زار ساحة المرجة بعد الظهر ووجدها "كأنها مسلخ"، كما قال. وامتدح جريفن في تغريدة تالية "علمانية الرئيس السوري وتسامحه"، وكرر قوله أن سوريا تعاني من "هجمة يشنها عشرات آلاف المقاتلين الغرباء".
وواصل جريفن موضحا ان زيارته لسوريا تمت لتقصي الحقائق، وندد جريفن بنية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إرسال المال والسلاح إلى من وصفهم بـ "متمردين يسيطر عليهم الجهاديون الإسلاميون على غرار قتلة لي ريجبي" الجندي البريطاني الذي اغتاله نيجيري الأصل وسط شارع في لندن يوم 22 ايار/ مايو الماضي.
وكان المناهض الأشهر للإسلام نظم في لندن الشهر الماضي، مسيرة تحت شعر "متحدون ضد الإسلام"، عقب يومين من حادثة مصرع الجندي البريطاني في وولويتش والتي دانها علماء المسلمين. وتعرض مسلمون في بريطانيا بسبب تحريض جريفن في تغريداته على المسلمين، إلى أكثر من 140 اعتداءً، شملت حرق وتدنيس 3 مساجد في أقل من أسبوع.
جدير بالذكر أن الشرطة البريطانية اعتقلت جريفن في 2004 بتهمة "التحريض على الحقد العنصري"، لمهاجمته الإسلام وأتباعه في فيلم وثائقي عنوانه "العميل السري"، ووصف فيه الدين الحنيف بأنه "شرير وفاسد" ونوه أن "القرآن يسمح للمسلمين باستباحة كل النساء ما دمن غير مسلمات"، على حد ادعائه.
امتدح جريفن علمانية
الرئيس السوري وتسامحه
ويظهر فيلم "العميل السري" مدى كراهية جريفن للإسلام، حيث يبدي رغبته في تفجير المساجد وتهديمها بقاذفات الصواريخ والآر.بي.جي، مع فتح نيران البنادق الأوتوماتيكية "لتطلق نحو مليون رصاصة على المصلين" وفق تعبير قاده أيضًا للاعتقال. كما يزعم أن الإسلام "إيمان الأشرار"، وهو زعيم حزب يميني فاشي تأسس قبل 31 عاما، ولا يقبل بين أعضائه إلا البيض البريطانيين، وهو مدان سابقًا بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين في برنامج "ساعة الاستجواب" بمحطة "بي.بي.سي" قبل 4 سنوات.
ومن المعروف أن جريفن "يدعو لطرد المسلمين والمهاجرين الآسيويين من المملكة المتحدة ويطالب بإعادتهم إلى أوطانهم بالقوة، وكان الكاره الأشهر للإسلام على علاقة وطيدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، بالعقيد الليبي المصروع معمر القذافي، وهو معروف بمدحه لـ"حزب الله" ولآية الله الخميني مفجر الثورة الإيرانية. يذكر أن بشار الأسد قضى قرابة سنتين في بريطانيا، تعرَ ف خلالها على زوجته بريطانية النوعية أسماء الأخرس، وكان لدراسته وزواجه من بريطانية دور في اقامة شبكة من العلاقات مع سياسيين ونواب بريطانيين، ما زال يعمل على تفعيلها والد زوجته "المتمول" فواز الأخرس، الذي يقيم في بريطانيا منذ عشرات السنين.
imagebank – AFP
