التقى موقع "فرفش"هذا الأسبوع مع عماد بدرة مدير مؤسسة "انماء" للديمقراطية وتطوير القدرات والتي تأسست منذ عدة سنوات ومقرها الرئيسي في مدينة الناصرة، وتعمل "انماء" من خلال مجموعة من الشباب الفعالين في العمل الاجتماعي والتطوعي المنتشرين في المدن والقرى العربية في البلاد .
برنامج في قمة البرامج الانسانية
والاجتماعية الهامة
ما عرفناه من بدرة ان جمعية "انماء" وضمن برامجها المتعددة، تسعى الى العمل على تطوير تنمية قدرات المجتمع ورفع الوعي الثقافي المبني على القيم الديمقراطية وحقوق الانسان ، والى تعزيز لغة الحوار والتسامح والاحترام المتبادل والاعتماد على المقدرات الذاتية والعمل التطوعي والانتماء للوصول الى مجتمع ديمقراطي عصامي حقيقي .
ومن اجل تحقيق تلك الرسالة النبيلة تقوم جمعية "انماء" باعداد مجموعات طلابية قيادية في المدارس من خلال اجتماعات وورشات عمل ندوات مختلفة من شأنها ان توصل اكثر من رسالة اجتماعية لا تخلو من معان ومضامين تحاكي فيها قضايا وهموم هؤلاء الطلاب ومجتمعهم. وطبعا فان الجمعية لا تكتفي بالتواصل على الصعيد المحلي بل تتخطاه من اجل تبادل الخبرات والثقافات والمعرفة على الصعيد الدولي .
وتبادر الجمعية الى العديد من الحملات التطوعية تشمل اعمال تطوعية في القرى غير المعترف بها، وفي المرافق العامة ، الحفاظ على البيئة والتشجير ، ترميم البيوت القديمة، تعنى ايضا ببرنامج العمل الصحي ، ويهدف الى تقديم المساعدات الطبية والادوية الى اطفال مرضى السرطان الذين حضروا من قطاع غزة لاستكمال العلاج في المستشفيات الاسرائيلية "تال هشومير وايخلوف" في تل- ابيب بالتنسيق مع المؤسسات الصحية والاحتماعية ووزارة الصحة في السلطة الوطنية التي تقوم بتسديد نفقات علاج الاطفال المرضى ، علما ان المصاريف المالية العلاجية التي تدفعها السلطة للمستشفيات الاسرائيلية باهظة الثمن بشكل خاص، وتعمل وزارة الصحة الفلسطينية بتحويل الحالات المرضية الصعبة والمستعصية العلاج في قطاع غزة والضفة الغربية الي المستشفيات في الاردن ومصر واسرائيل ، نظرا لنقص الجاهزية وعدم وجود الاجهزة الخاصة بذلك ، وشح الأدوية في مستشفيات غزة، وقد كشفت الاحصائيات عن اصابة 1220 حالة مرضية خطيرة، تشكل نسبة السرطان منها 35% ، و20% اطفال.
فتعمل مجموعات "انماء" الشبابية في تخفيف معانات الاطفال وتعمل على الحد من اوضاعهم العسيرة التي يعانوها مع ذويهم الذين يرافقوهم في المستشفيات ةالتي لم يدركون اي افكار مسبقة حول الظروف المعيشية فترة تلقي العلاج في المستشفيات الاسرائيلية التي تستغرق فترات زمنية طويلة قد تستغرق أشهر او عدة سنوات ، يمر المريض ومرافقه في ظروف في غاية الصعوبة نظرا لاوضاعه الصحية و لبعده عن أسرته ومجتمعه وحالة الحصار التي تقطع بهم السبل مع عائلاتهم .
تعمل مجموعات "انماء" الشبابية في
تخفيف معانات الاطفال
ومن هنا يأتي دور جمعية "انماء" وعبر برنامجها التطوعي وعبر مجموعتها الشبابية ، كي يوفرون العديد من الاحتياجات من وسائل النقل لتلك الحالات، او بتوفير اجرة الطريق لهؤلاء الاشخاص الذين يتعرضون للاستدانة فينفقون ما استدانوه كاجرة للمواصلات بمجرد المرور المتعسر لمعبر ايرز ، ليس هذا فحسب بل يأخذون على عاتقهم ابلاغ ذوي المرضى عن حالات ابنائهم الميئوس منها واقتراب ميعاد وفاتهم واقناعهم بالعودة ادراجهم للعناية بباقي الاطفال في منازلهم. وهذه المهمة تعتبر من اشد المهام مرارة وحرجا تعاني منها المجموعة القائمة على ذلك، أو معاناتهم بالتعلق بعدد لا بأس به من الاطفال هناك التي تربطهم بهم علاقات حميمة.
ومن هنا تتابع مجموعة الشبابية هؤلاء الاطفال وتساهم بتقديم بعض الاحتياجات اليومية الخاصة بهم ، حيث انهم يحتاجون لعدة انواع من الملابس في حالات تغير الطقس ، اضافة الى المساهمة في تسديد بعض احتياجات المرافقين ، اذ ان بعض المستشفيات لا توفر وجبات الطعام للمرافق ، فيتولى هؤلاء الشبيبة من خلال زياراتهم الشهرية الى المستشفيات بالعمل على توفيرها، عن طريق جمع التبرعات سواء كانت على شاكلة نقود او وجبات او حلوى يهواها الاطفال فيتقبلونها بابتسامة.
ناهيك عن ورشات العمل والفعاليات التي تتطلب احياناً دعوة فنانين متطوعين ليقدمون الفقرات الترفيهية بالمناسبات والأعياد، يرافقها تقديم الهدايا للأطفال فلعلها تزرع البسمة على ذلك الذي كان يلعب ويلهو في الشارع اسوة بالاطفال الاخرين، فهذا بترت ساقه بين ليلة وضحاها اثر اصابته بسرطان العظام، وتلك الحسناء المتباهية بضفائرها الجميلة تصطدم بتساقطها بفعل العلاج الكيماوي فتبدلها بشعر مستعار وتقبع في غرفتها منطوية لا تريد ان تستقبل حتى من جاؤوها بالحلوى من شدة الحرج.
ان عمل جمعية "انماء" ومجموعتها الشبابية تعتبر برنامج مساعدة اطفال مرضى السرطان هو برنامج في قمة البرامج الانسانية والاجتماعية الهامة ومرافقتهم للمرضى ومصادقتهم وذويهم ،وهناك حالات مرضية ترافقها المجموعة منذ اليوم الاول لوصولهم لتلقي العلاج اوترافق اطفال اعمارها عدة شهور او منذ ولادتهم يصبحون بعد ذلك اعمارهم عدة سنين ويعتبر هذا العمل الانساني بحق مثالا يحتذى به وان يحث الانسانية في قلوب المزيد من الشباب للتحرك نحو اهداف سامية كهذا، بدلا من مضيعة وقت بعضهم فيما هو غير مجد احيانا، والذين سيسعد هؤلاء الاطفال بتواصلهم مع نظرائهم من الشباب على البريد الالكتروني المذكور في اسفل الصفحة. Inmaa10@yahoo.com
تعليقات الزوار | اضف تعليق
