أعطى المهندسون الايرانيون خصومهم درسا في كرة القدم والمعرفة التكنولوجية رغم العقوبات المفروضة على بلادهم من خلال الانتصار في دورة "روبوكوب" السنوية التي تخوضها روبوتات. فبالاضافة الى الجانب المسلي، تشكل هذه المسابقة الدولية مختبرا تكنولوجيا للروبوتات المصممة على شكل انسان على ما يفيد المتنافسون.
فقد تواجهت خمس فرق هي ثلاث فرق المانية وفريق هولندي واخر ايراني على مدى يومين في بطولة "ستنادر بلاتفورم ليغ" (اس بي ال)، ويتوج بلقب البطولة الفريق الذي يحقق اكبر عدد من الانتصارات في ختام الدورة التاسعة لهذه البطولة. ويمتلك كل فريق اربع روبوتات "ناو" ارتفاعها 60 سنتمترا من انتاج الشركة الفرنسية "الديبران روبوتيكس". وتجهز الروبوتات ببرامج هي في النهاية من تميز الافضل.
ويوضح نوين شرهودي (20 عاما) الطالب في الهندسة المعلوماتية في جامعة ازاد في شمال غرب طهران ان الروبوتات "مستقلة كليا ليس لدينا اي اشراف على طريقة لعبها وهي تتخذ القرارات بنفسها". ويضيف عضو الفريق الايراني "ام ار ال" (ميكاترونيكس ريسيرتش لابوراتوريز) الذي فاز بالمسابقة "لدينا المعطيات الاساسية ونحن نعد البرامح المعلوماتية لتحسين الحركة وادراك البيئة المحيطة والسلوك خلال المباراة".
ويرى الروبوت الكرة والبيئة المحيطة به بفضل كاميراتين مثبتتين على الجبهة والذقن ويتواصل مع زملائه الثلاثة الاخرين بفضل نظام لاسلكي على ما يوضح يوناس منده (24 عاما) من فريق "تيم اتش تي دبليو كاي" من لايبزيغ في المانيا. على الملعب المستطيل البالغ تسعة امتار × ستة، واجه فريق لايبيزغ بعض المشاكل فلم تتعرف روبوتاته على بعضها البعض وكانت تتدافع عند اقترابها من الكرة.
يوناس منده يقلق ايضا من "التقدم الكبير" الذي احرزه فريق "ام ار ال" الذي حل في المركز الثالث وراء فريق بريمن بطل العالم، وفريق لايبزيغ في مطلع ابريل خلال مسابقة في المانيا. ويؤكد "انهم جيدون جدا وبتنا على المستوى نفسه معهم. انهم يشكلون خصومنا الرئيسيين" مع عدم مجيء فريق "بي-هيومان" من بريمن الى طهران. لكن رغم الانتصار يؤكد نوين شرهودي ان الايرانيين في وضع لا يحسدون عليه. فهو يندد بالصعوبات الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي الذي يثير جدلا.
ويوضح "نحن لا نتلقى التحديثات ولا يمكننا ان نشتري الروبوتات ولا بعض المكونات وبما ان الشركة الصانعة ليست في طهران لا يمكننا ان نجري تصليحات خلال الدورة". لكن بالنسبة لخبراء البرمجيات الذين ينشطون جول الروبوتات بين مباراة واخرى تشكل كرة القدم عنصرا بين عناصر اخرى في ابحاثهم ويمكن استخدام البرمجيات المصممة في مجالات اخرى.
"الروبوتات تطور قدرات كثيرة يمكن ان تستخدم في مجالات اخرى"
ويقول باتريك دي كوك (26 عاما) العضو في فريق "ناو داتش تيم" والذي يعد شهادة ماجيستر في الذكاء الاصطناعي في جامعة امستردام "الروبوتات تطور قدرات كثيرة يمكن ان تستخدم في مجالات اخرى. فهي ترصد الكرة ويمكنها ايضا ان تجد هدفا معينا خلال عمليات انقاذ ويمكنها ان تستكشف بيئة خطرة او ملوثة في حال كانت قادرة على السير".
تعليقات الزوار | اضف تعليق
AFP - Imagebank
