الهوس الذي أصاب وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأرداف "كيم كاردشيان"، ما إن ظهرت بدون ملابس على غلاف مجلة paper قبل أيام، يبدو مفهوماً تماماً إن قلبنا صفحات التاريخ . منذ العام 28 ألف قبل الميلاد، حينما كان الإنسان ينحت تمثالاً عشتاريا ذا أرداف شبيهة بأرداف "كاردشيان"، وفي عصور الجاهلية عند العرب، كان شعراؤنا يخطون قصائد ومعلقات الغزل بالمرأة "العبلاء"، أي من كان أعلاها – خصرها - خفيفاً وأسفلها – ردفها - كثيباً.
وتقر آخر الدراسات أن أرداف "كاردشيان" تحقق العنصر الأهم لجاذبية الذكر لجسد الأنثى منذ بدء التاريخ، بمعنى أن الرجل تستهويه المرأة ذات الخصر النحيف والأرداف الكبيرة، بحسب دراسة عرضت على متطوعين صوراً لنساءٍ تم تعديل محيط خصرهن وأردافهن وأثدائهن بالـ"فوتوشوب"، وخلصت إلى أن ثنايا المرأة هي أول ما ينظر إليه الرجل، وخصوصاً الانحناء الذي يصل الخصر بالأرداف.
ارداف "كاردشيان" تذكرنا بتماثيل آلهة الجمال "فينوس"
أرداف "كاردشيان" تذكر أيضاً بالتماثيل العشتارية، أو آلهة الجمال "فينوس"، تعود إلى عصور ساحقة، بين عامي 22 ألفاً و28 ألفاً قبل الميلاد، ويبدو أن التضخيم المبالغ به للأرداف في تلك التماثيل يرمز إلى الخصوبة، إنها الطريقة التي جُسدت فيها المرأة في تلك العصور، بحيث تُهمل في هذه التماثيل كل التفاصيل الأخرى، من رأس وأكتافٍ وأيدي، وتبرز الأرداف والحوض الممتلئ، كما الأثداء الكبيرة، لترمز للأنوثة والخصوبة والقدرة على الإنجاب.
وفي الشعر العربي أيضاً تحدثوا عن "كاردشيان"
أما في الشعر العربي القديم فقد كانت الأرداف الممتلئة مثل "كاردشيان"هي أكثر ما يستثير ريشة الشعراء في وصف الأنثى، فتفننوا في وصف المرأة "الخديجة"، أي ممتلئة الذراعين والساقين، وتتبعوا خطوات المرأة "العبلاء"، أي تلك التي يرتج ردفاها أثناء المشي، وشبهوها بالناقة ذات السنامين حينما كان من المستحب والمألوف التشبيه بالحيوانات في الشعر، كما وصفوها بـ"خرساء الأساور"، طالما أن البدانة تمتد لرسغ اليد فتمنع ارتطام الأساور واهتزازها.
وبمقابل مئات الأبيات الشهيرة التي تغزل فيها العرب بالأرداف الممتلئة والخصر النحيل، والتي كانت ستتضاعف حتماً لو أنهم عاشوا زمن "كيم كاردشيان" وصورها المنزوعة التي احتلت الاهتمام الأكبر خلال الأيام الماضية، ترد بالمقابل قصائد تسخر من المرأة النحيلة التي كان العرب يقولون عنها: "أعوذ بالله من زلاء ضاوية كأن ثوبيها علقا على عود". بتصرف عن العربية
تعليقات الزوار | اضف تعليق
