يبدو أن الأفلام والمشاهد الممنوعة قد وجدت في الانترنت منفذاً لها للمشاهدين. إذ يلاحظ انتشار ظاهرة تحميل الأفلام القديمة، أو التي سقطت سهوا عبر تقادم السنين، في مواقع ومنتديات متخصصة على الانترنت. فقد ضمت منتديات مختلفة، منها ما يتعلق بالاستشارات القانونية، وأخرى خاصة بـ "الإذاعة والتلفزيون والفيديوهات الإسلامية"، وتلك المتعلقة ببرامج الكمبيوتر على موقع "شبكة الدكتور رأفت عثمان والمحامون العرب"،حيث نلاحظ منتدى خاصاً "بالتشويق والإثارة".
لقطات يصعب على الكثيرين تخيلها
في أفلام عربية
ويضم المنتدى مقاطع "حصرية" من الأفلام الممنوعة، التي تحتوي على مجموعة من المشاهد المثيرة لممثلات قدامى وجدد، مثل نجوى فؤاد، وميرفت أمين، ووفاء عامر، ودينا، وإلهام شاهين، بل وبعضهم معتزلات، مثل سهير رمزي، وشمس البارودي. وتملأ المنتدى شتى أنواع التعليقات الساخرة والطريفة حول الإثارة التي يجدها القراء عبر مشاهدة مثل هذه المشاهد والأفلام، بل أخذ بعض المشاركين في التنافس حول عدد النقاط التي تحققها كل مساهمة منهم، وذلك عبر إجبار المشاركين على إرسال رد على مشاركته على الموقع، كي يتمكنوا من مشاهدة اللقطات التي حملها.
وقد لا تختلف الصورة كثيراً على موقع تنين. فبين العديد من المنتديات العلمية والقانونية والدينية، نجد منتدى للفن، حيث تم وضع قسم متخصص بعنوان "فضائح الفنانين والفنانات". ويضم القسم شتى أنواع اللقطات والصور، وبعضها قد يبدو مخلاً بالآداب، مع تعليقات ساخرة وفجة أحياناً.
ويبدو أن في هذا الموقع، نوع من تقسيم العمل بين المنتديات، فبالإضافة إلى قسم فضائح الفنانين بمنتدى الفن، والذي يحتوي على مشاهد مثيرة، يتوافر قسم خاص "لتحميل الأفلام والمسرحيات" العادية، بصرف النظر عن الإثارة. وبالمقابل، فإننا نجد نفس الحالة على موقع يوتيوب الشهير، حيث تم وضع العديد من اللقطات القديمة للأفلام الممنوعة والساخنة، على شكل كليبات مصورة قصيرة، وبعضها يضم رقصاً شرقياً، ولقطات يصعب على الكثيرين تخيلها في أفلام عربية.
على مهلك!!!
وتفسيراً لهذه المسألة، قال أستاذ الإعلام بجامعة الشارقة، الدكتور محمد عايش: "لقد شهدنا تطورا كبيرا عبر الانترنت، مما مكننا من مشاهدة أفلام جديدة كانت قد تجاوزت مقص الرقابة، ومن ضمنها الأفلام والمشاهد الممنوعة والقديمة". وأضاف الدكتور عايش في مقابلة خاصة مع CNN بالعربية، " يمكن أن ننظر إلى هذه الأفلام والمشاهد على أنها نوع من القرصنة، فهي لا تختلف بقليل أو كثير عن برامج الكمبيوتر التي يحملها المستخدمون بصورة غير قانونية".
وتعليقاً على مسألة جدوى الرقابة في عصرنا الحالي، بعد هذه المشاهد على الانترنت، قال الدكتور عايش: "إننا لا نعيش أجواء الرقابة، بل بالأحرى كل مجتمع له نوع من التنظيم الإعلامي، وهو ضروري، وتتفاوت حدته بين بلد وآخر ودولة وأخرى، بينما تعني الرقابة المنع الكامل، وهو ما لا نشهده في عصرنا".
واللافت أن هذه المواقع واسعة الانتشار على الانترنت، وبعضها يسميها أصحابها بأسماء شديدة البذاءة، مما يشي بنوع من الثقافة السرية والمضمرة في المجتمع العربي، وبمجموعات من مستخدمي الانترنت ذوي ثقافة واهتمامات معينة، قد تكون مرفوضة من المجتمع. ويبدو أن هذا النوع من المواقع يكشف عن تواجد شرائح اجتماعية من الشباب، التي تجد مثل هذه الأفلام والمشاهد بمثابة هواية لهم، والمفارقة أن بعضهم يضع شعارات ورموز وطنية، مثل "النصر لغزة" "وفلسطين" وما شابه.
شاهدوا هذا الفيديو للفنانة القديرة يسرا والفنان محمود عبد العزيز من فيلم قديم لهما
