صدر حديثا عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" في القاهرة، ضمن سلسلة كتابات نقدية، كتاب جديد لم يسبق وصدر من قبل للناقد العربي المصري الراحل محمد مندور(1907-1965)، حمل عنوان "تأسيس فنون السرد وتطبيقاتها".
ويقول نجل مؤلف الكتاب الدكتور طارق مندور إن والده د ون الكتاب تحت عنوان "محاضرات عن فن القصة" موضحا انه عثر عليه مع صديقه الكاتب جلال ألجميعي، أثناء فرزهما مكتبة مندور التي أهداها أبناؤه لأكاديمية الفنون.
يقع الكتاب في 486 صفحة من القطع المتوسط، وتضمن خمسة فصول ومقدمة للدكتور محمد مندور، الفصل الأول جاء تحت عنوان"محاضرات نظرية في فن القصة"، والثاني تحت عنوان "حوار نقدي على هامش النظرية"، والثالث في نقد الرواية والرابع في نقد القصة القصيرة والخامس والأخير جاء تحت عنوان "فن الاختلاف، مندور والمبدعون".
ضم الكتاب مقدمتين، الأولى كتبها طارق مندور وتحدث فيها عما بذله من مجهود لإعداد الكتاب، فيما كتب المقدمة الثانية مؤلف الكتاب، محمد مندور، تناول فيها التأصيل المرجعي والأكاديمي لفن القصة وسط الأنواع الأدبية الأخرى يقول: منذ عامين أخذت أدرس وأفكر في المقدمات الأساسية لفنون الأدب المختلفة من شعر ونثر للمحاضرة فيها، واعترف أنني لم أجد مشقة كبيرة في تحديد أصول الفنون الأدبية القديمة مثل فنون الشعر بأنواعه المختلفة من ملحمي وغنائي ودرامي وتعليمي، كما لم أجد مشقة في تحديد الأصول الخاصة بفنون أخرى قديمة مثل فن المسرحية وفن النقد، حتى إذا جاء هذا العام وأخذت أدرس وأفكر في فن القصة، ووجدت اكبر المشقة في محاولة تحديد مقوماته وإيضاح أصوله الفنية، وذلك لأن فن القصة ـ حسب مندور ـ رغم طغيانه على جميع فنون الأدب الأخرى في عصرنا الحاضر، فنشأته واكتمال صورته الفنية لا تزال حتى اليوم من الأمور الغامضة التي يختلف حولها مؤرخو الأدب ونقاده اكبر الاختلاف.
ويضيف الدكتور مندور: لم يستطع احد فيما أعلم أن يسيطر على هذه المشكلة الغامضة، إلا أولئك الذين بدأوا بتحديد المقصود من فن القصة، وبذلك أخرجوا من هذا القالب الفني المتميز الشعر الذي كان يتضمن العنصر القصصي، وبخاصة شعر الملاحم الذي زعم الناقد الفرنسي الكبير برونتيير، في أواخر القرن التاسع عشر متأثرا بنظرية دارون عن التطور، بأنه هو الفن الذي اخذ يتطور حتى انبثقت عنه القصة النثرية الواقعية التي بدأت وازدهرت في ذلك القرن.
