أكد عضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم محمد هندي، الباحث الفلكي المعروف، أن الجرم السماوي الذي شوهد خلال احتراقه في سماء المملكة، عبارة عن "نيزك". وقال: "يتضح من الصور والفيديو المصور أنه نيزك، أدت الحرارة العالية بسبب احتراقه لانقسامه لثلاث أجزاء قبل أن يتبخر ويختفي".
وكان احتراق الجسم السماوي في سماء المملكة قد شوهد في عدة مناطق، وأثار مخاوف كثيرين، حيث توقع البعض أنه عبارة عن حادثة سقوط طائرة، لقربه من سطح الأرض وشدة إضاءته، فيما تلقت بعض الجهات المعنية بلاغات من مواطنين أكدوا خلالها مشاهدة جسم يحترق، متوقعين سقوطه في مواقع قريبة من مناطقهم. بدورها أفادت الجمعية الفلكي ة بجدة أن سماء السعودية سج لت،رصداً لكرةٍ ناريةٍ في غاية اللمعان خلال العام الحالي 2014 حتى مع وجود القمر المكتمل في قبة السماء، في واحدةٍ من الظواهر النادرة؛ نظراً لأن الكثير منها يحدث بعيداً فوق المحيطات.. بعيداً عن المناطق المأهولة.
النيزك
وكانت سماء الأجزاء الغربية من السعودية قد شهدت اختراق جسمٍ فضائي الغلاف الجوي قد يكون حجراً نيزكياً كبير الحجم أو كويكباً صغيراً، وبحسب التقديرات الأولية فإن ذلك الجرم الفضائي بلغ قطره نحو تسعة أمتار، ووزنه نحو 1000 طن متري، وسقط بزاوية ما بين حوالي 15 و20 درجة بسرعة حوالي 55.000 كيلو متر في الساعة، وترك خلفه ذيلاً من الغبار امتد لمسافةٍ تزيد على 300 كيلو متر تقريباً، وبلغ لمعانه الظاهري ما يفوق لمعان كوكب الزهرة.
ورُصد في الغلاف الجوي لمدة 40 ثانية خلالها تحط م إلى أجزاءٍ كثيرة على ارتفاع نحو 25 كيلو متراً فوق سطح الأرض، ومن غير المعروف على وجه الدقة مقدار الطاقة التي تحر رت منه في أثناء الانفجار. وبسبب حجمه لا يعتقد أن الأجزاء التي تبقت منه كبيرة، ويرج ح أن معظمها تحل ل قبل أن يصل إلى سطح الأرض، وإن حصل ووصل شيءٌ منها إلى الأرض فلن يزيد حجمه على بضعة سنتيمترات.
احتراق النيزك
وفي العادة تكون الكرات النارية مفعمةً بالألوان البر اقة على طول الطيف من الأحمر إلى الأزرق البر اق ونادراً اللون البنفسجي. وتلك الألوان تكشف طبيعة العناصر المكو نة عندما تتبخ ر، وبحسب الصور، فإن اللون الذي طغى على الكرة النارية هو الأصفر البر اق؛ ما يشير إلى عنصر الصوديوم، إلى جانب أن سرعة حركته تلعب دوراً أيضاً في تحديد اللون.
يُذكر أن الجهد العالمي في مراقبة الأجرام السماوية الصغيرة قرب الأرض ضعيفٌ للغاية في الوقت الحالي، والأجسام الصغيرة مثل ذلك الذي اخترق سماء السعودية من الصعب للغاية اكتشافها، ولن يعرف بأمرها إلا بعد أن تكون دخلت الغلاف الجوي، وبدأت في التوهج بعد احتكاكها بالغلاف الجوي، وقد تتسب ب في أضرارٍ بشرية ومادية، كما حدث في روسيا الاتحادية فبراير 2013، وإن كانت ليست شائعة الحدوث.
