تعيش النساء في المعدل 4.2 سنوات أكثر من الرجال، ويمكن ان يصل هذا الفرق الى ما بين 6 و8 سنوات في الدول الصناعية، ذلك ان الرجال يجابهون الكثير من المخاطر، فإضافة الى ميلهم الى التدخين والشرب والسياقة بسرعة، فهم يمارسون الرياضات والمهن الخطيرة، وهم اقل انتباها الى صحتهم، مقارنة بالنساء وفقا ل"العلوم والحياة" الفرنسية المتخصصة. غير ان الخصائص السوسيولوجية لا تكفي لشرح هذا الفرق بين النساء والرجال، وذلك لتميز المرأة بخصائص بيولوجية كثيرة.
النساء محظوظات اكثر من الرجال..
على مستوى الهرمونات يظهر ان النساء محظوظات اكثر من الرجال، فالهرمونات الأنثوية تحد من انتاج الكوليسترول المسؤول عن تراكم المواد الدهنية على مستوى الأوعية الدموية،وهذه المواد الدهنية هي المسؤولة بدورها عن الأزمات القلبية والمشاكل التي تصيب الأوعية الدماغية.
وأما النتائج، فهي الإصابة بأمراض القلب والشرايين، التي تعتبر اول اسباب الوفاة في فرنسا، بحيث تزيد نسبة الإصابة عند الرجال خمس مرات عن نسبة الإصابة المسجلة لدى النساء.
وهرمون الاستروجين يحفز ايضا ترميم اغشية الشرايين ويزيد من تحرير اوكسيد الازوت، الذي يعتبر الغاز الممدد، الذي يعمل على زيادة قطر الأوعية الدموية ويخفض نسبة خطر الإصابة بتخثر دموي.
وعلى صعيد آخر، تتعرض نسبة الاستروجين في الدم الى تغييرات مهمة اثناء الدورة الشهرية، وقد تتضاعف النسبة 70 مرة خلال فترة الحمل.
الإكس الثاني يجدد المورثات:
ترتفع نسبة تدفق الدم في الشرايين بنسبة 20 في المائة في المرحلة الثانية من الدورة الشهرية و40 في المائة اثناء فترة الحمل، وهذا الارتفاع في نسبة التدفق يضاهي الارتفاع الذي نشعر به بعد تدريب رياضي.
وابتداء من مرحلة العنوسة يزيد خطر اصابة النساء بأمراض القلب والشرايين، ذلك ان نسبة الاستروجين في الدم تتراجع بشكل لافت للانتباه.
وتتساوى نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين بين الرجال والنساء عندما تبلغ النساء سن الخامسة والسبعين.
بالكروموزومات؟؟!!!
واخيرا فإن الاستروجين يحفز انتاج جزيئات مضادة للأكسدة، تعمل على القضاء على المجموعات الحرة، وهي عناصر كيميائية لها علاقة وطيدة بالشيخوخة التي تصيب الخلايا، ذلك انها تعمل على تخريب جدار الخلايا والبروتينات أو الحمض الريبي النووي المنقوص الأوكسجين أو دي أن أي.
لكن القضية لها علاقة ايضا بالكروموزومات، ففيما يحتوي الرجال على كروموزوم اكس وآخر واي، تملك النساء كروموزومي اكس، وكلما زادت أعمارهن، كان بإمكان الكروموزوم اكس الثاني ان ينشط، مما يسمح بتعويض المورثات المخربة بسبب العمر بأخرى جديدة، والأمر يخص عددا معتبرا من المورثات، فالكروموزوم اكس يضم اكثر من 5 في المائة من الجملة الوراثية أي ما بين 900 و1200 مورثة مقابل 4،. في المائة بالنسبة للكروموزوم واي أي اقل من 80 في المائة.
وفي المقابل يظهر ان الحمض الريبي النووي المنقوص الأوكسجين محمي اكثر عند النساء مقارنة بالرجال، ذلك ان أطراف الكروموزومات أطول مما يحمي المورثات لفترة طويلة، بالإضافة الى ذلك فالنظام المناعي لدى المرأة أكثر فاعلية في انتاج الأجسام المضادة للانتانات.
وعليه، يظهر ان الجنس الضعيف قوي جدا بيولوجيا، وبالنسبة لتوماس بيرلس وهو باحث في الشيخوخة بجامعة بوسطن، فان المنطق التطوري بسيط "فالعيش مطولا، يسمح للنساء بتربية أكثر عدد ممكن من الأطفال".
العيش طويلا.. لكن ليس بصحة جيدة
كروموزومات المراة محمية اكثر من الرجل
حذار، فالعيش لمدة أطول لايعني أبدا العيش بصحة جيدة، فالنساء اللواتي تصل معدلات أعمارهن في فرنسا الى 83.8 سنة مقارنة ب 76.8 سنة بالنسبة للرجال، لا يستطعن العيش من دون أدوية، ذلك أنهن يعانين من أمراض عدة مثل الزهايمر، فتراهن يقضين فترات أطول في المستشفى مقارنة بالرجال.
وبمقدور النساء ان يعشن طويلا ايضا، رغم ان عددا معتبرا من وظائفهن الحيوية يكون مشلولا وعلى الخصوص المشي والرؤية، فثلثا كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 75 سنة من الذين يعانون أمراضا وإعاقات وتبلغ نسبتهم 18 في المائة، هما اليوم من النساء.
كروموزومات المرأة محمية بشكل أحسن
جزء من الإجابة يكمن في أن الاستروجين هو هرمون أنثوي يعزز الحفاظ على الكروموزومات بواسطة رفع مستوى انتاج انزيم توليميراز المكلف بترميم أطراف الكروموزومات كما يحمي الدي أن أي من الهدم المرتبط أساسا بالشيخوخة.
لتحبها وتحبك..!
لماذا يخاف الرجال من الزواج؟..
لماذا تبتعد النساء عن الرجال؟؟؟
المواصفات المثالية للمرأة !!
