بمعزل عما تقوم به الحيوانات البشرية من القتلة والمجرمين البرابرة والسفاحين بافظع وابشع أساليب القتل والذبح والاعدامات الجماعية باسم الاسلام، و باسم الله الرحمن الرحيم، فان ما يحدث في المجتمع العربي على نطاق ضيق داخل مناطق الـ 48 حيث تتطلب ظروفهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ان يكونوا كتلة واحدة متينة ومتراصة، فان الوقائع على الارض تظهر ان على المجتمع العربي في كل مكان ان يعيد النظر في طبيعته ومعرفة ما اذا كان ابناؤه ينتمون الى فصيلة البشر، وان يقيم مسألة انسانيته، قبل ان يتحدث عن الاخلاقيات وعن الحريات والعدالة الاجتماعية والحقوق والواجبات والمساواة والديمقراطية.
قد يبدو هذا التوجه متطرفا لكنه لو قورن بالحقائق وبالوقائع كما تبدو على الارض فان الكثيرين سيرون فيه موقفا معتدلا، بل اقل من ذلك.. والا فكيف يمكن تفسير مقتل ستة شبان رميا بالرصاص في غضون اسبوع، في منطقة لا يتجاوز عدد سكانها بضعة الاف من السكان! كيف يمكن للانسان العاقل والمدرك ان يقرأ في وقوع جريمة قتل قبل كل احتجاج وبعد كل تظاهرة تخرج للتنديد بالعنف وبجرائم القتل، وبعد كل اجتماع يهدف لوضع حد لهذه الجرائم، وبين الجريمة والجريمة في المثلث تحدث جريمة في الجليل او النقب. وهل يجوز الاعتقاد بأن هذا القاتل مدفوع من سياسة الحكومة ام من الامبريالية الأمريكا أو بفعل مؤامرة كونية للنيل من سكان منطقة المثلث ووادي عارة والجليل والنقب؟
في الواقع يعجز اللسان عن الكلام، كما يعجز العقل عن الاستيعاب، وكذلك يعجز الاخصائيون النفسيون عن تحليل نفوس هؤلاء الذين يرون في المسدس والسكين والقنابل لغة للحوار بين الخصوم. هل هي نابعة من وجود عدو حقيقي ام ان عدوهم الحقيقي موجود بداخلهم، وهي نزعة الشر والجهل الذي يقود صاحبه لأن يكون مبرمجا للقيام بأفعال الأذى والتخريب والازعاج وفي اقصاه الى حد القتل بدم بارد. شو رايك؟
