كتب احد الموظفين المصريين ما يلي "في السنوات الأولى لحياتي العملية، كنت أحضر دورة تدريبية في الشركة التي كنت اعمل بها وهي شركة متعددة ال ت، وكنا نجلس في مجموعات على طاولات مستديرة وكان يجلس بجواري شاب سمعت من أحد المنظمين قبل بداية الدورة أنه شاب فلسطيني في زيارة للشركة ليطلع على نظام الشركة هنا ويحضر الدورة التدريبية، تجاذبنا أطراف الحديث بكلمات سريعة مختطفة، وبعد فترة بسيطة مال علي مدير عام القسم الذي أعمل به هامساً في أذني قائلاً
"إنت عارف اللي قاعد جنبك ده إيه.."؟ ده إسرائيلي!!
تسم رت في مكاني، وابتلعت ريقي بصعوبة ثم ملت على الشاب متسائلاً
"إنت ساكن فين"؟
قال لي: "في تل أبيب"!
اكتشفت بعد ذلك أنه من عرب إسرائيل أو فلسطيني 48 أو عرب الداخل كما يُطلق عليهم، وعرب إسرائيل يصل تعدادهم الآن إلى مليون ومائتين ألف فرد هم نتاج مائة وستون ألف فلسطيني لم يتركوا وطنهم عقب احتلاله عام 1948.. لم أدري كيف أتعامل معه.. هل أتعامل معه على أنه إسرائيلي أم فلسطيني، هل هو وطني أم خائن وعميل، هل يحب فلسطين أم يحب إسرائيل، هل هو يحبني أم يكرهني؟؟
عرب الداخل كما يُطلق عليهم، وعرب إسرائيل يصل تعدادهم الآن إلى مليون ومائتين ألف فرد هم نتاج مائة
وستون ألف فلسطيني لم يتركوا وطنهم عقب احتلاله عام 1948
أسئلة لم أجد إجابة عنها لمدة طويلة، فكل ما نعرفه عن عرب إسرائيل عرفناه من عزمي بشارة وأحمد الطيبي وحنا سويد وجمال زحالقة ومحمد بركة والشيخ إبراهيم عبد الله وكلهم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي. في زاوية "شو رايك" لهذا اليوم ندع القارئ العربي في كل مكان ان يجيب على تساؤلات ذلك الموظف المصري بشأن العرب الذين يعيشون داخل اسرائيل من هم هؤلاء العرب؟ ماذا تعرف عنهم؟ كيف تعتقد ان على العرب في العالم العربي ان ينظروا اليهم؟ اسئلة تحتاج فعلا الى أجابات.. شو رايك؟