تخيل لو ان تنظيم داعش يعلن عن انتخابات حرة في العراق والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في الموصل وتكريت والأنبار وكوباني التي كانت تحت سيطرته حتى قبل فترة قصيرة والرقة السورية، وغيرها من البلدان التي ارتكب فيها هذا التنظيم ابشع جرائمه ضد الانسانية.. فهل تعتقد ان الايزيديين والمسيحيين والأكراد والسوريين كانوا سيصوتون لتنظيم داعش وينصرونه؟!
قد يبدو السؤال استنكاريا ومضحكا لا بل تافها وسخيفا.. فكيف للضحية ان تصوت للجلاد أو لقاتلها؟! ولكن لو عكست الصورة على الواقع في اسرائيل وعلى الانتخابات الأخيرة للكنيست الاسرائيلي التي جرت يوم الثلاثاء الأخير ونتائجها لكانت قد اصابتك الصدمة والذهول من هذه النتائج المضحكة، المبكية، المخجلة والمخزية.. فهل لك انت كقارئ عربي ان تتخيل بأن العنصري والمتطرف افيغدور ليبرمان، الذي كان قبل اسبوعين فقط انه يدعو لقطع رؤوس العرب غير الموالين للدولة، والذي نادى بطردهم الى مناطق السلطة الفلسطينية، ان ينجح في الانتخابات بفضل الأصوات التي حصل عليها من العرب الدروز والمسيحيين والمسلمين!!
في يوم الانتخابات ذاته حين شعر رئيس الحكومة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، بأن حزبه في موقف حرج وقد يخسر الانتخابات، قاد هو بنفسه حملة تحريض على العرب، وظهر في تسجيل مصور وهو يناشد مؤيدي اليمين المتطرف الخروج الى صناديق الاقتراع محذرا اياهم من العرب قائلا ان العرب يتدفقون بأعداد كبيرة الى الصناديق بهدف إسقاط اليمين!! فهو يخيف اليهود من المواطنين العرب ويحفزهم بنداءات استغاثة لكي يخرجوا الى صناديق الاقتراع.. لكن أعدادا كبيرة من عرباننا طمأنوه بتصويتهم له وانجاحه! فأية مهزلة واي حالة من الضياع واي تشرذم وأية عقلية هذه التي تنثرنا هباء مع كل هب ة ريح من أي اتجاه كان؟!
