برزت قصة المرأة الوحيدة هذا الاسبوع من بين عدد من الرسائل التي تلقيناها في فرفش، لتفرض نفسها علينا بما تضمنته من احاسيس انسانية مرهفة تطمح للقاء بالاخر الغائب، وتنطلق من احاسيس انسانية صادقة ترثي ذاتها وتهتف بنا جميعا متسائلة بحرقة: لماذا تتركونني وحيدة في صحراء عالمكم القاحلة؟
تفتتح صاحبة الرسالة قصتها بقولها: انا امراة في الخمسينيات من العمر. توفى الله ابي وتوفى بعده بقليل امي. لا اقارب لي الا من بعيد. انا جميلة جدا.. تزوجت وتطلقت لانني لا احب ان اكون امرأة عادية ولدي الكثير من الطموحات الفنية التي لم يكتب لها النجاح، خلال سنوات متتالية.. ثقافتي مقبولة. اعمل في وظيفة مقبولة.
وتواصل كاتبة الرسالة كلامها قائلة: بالامس فجعت بخبر هز اركاني، بعد ان هز اركان بلدتي، تمثل بوفاة واحدة من صديقات الطفولة.. لقد كان وداع اهلها لها مؤثرا وقد بكيتها كما لم ابك امرأة راحلة من قبل، وتبين لي بعد انفضاض المشيعين انني انما كنت ابكي نفسي الضائعة في بلدة لا قلب لها.
وتنهي صاحبة الرسالة قصتها قائلة: لقد اعادني موت صديقتي هذه الى وحدتي لاقف قبالتها وجها لوجه، ولاكتشف مدى الغربة المحيطة بي وانا في بلدتي وبين اناس يفترض انهم اهلي واحبائي. وقد تساءلت وتوقفت طويلا امام السؤال التالي: من ترى سيشيعني في الغد، غير قلة من الناس، بينهم اقارب بعيدون عني؟ وهل سأجد من يهتم بي بعد رحيلي الى عالمي الآخر، كما فعل اهل صديقتي الراحلة؟
انني اكتب هذه السطور والدموع تنساب من عيني بلا توقف.. وسك ين السؤال تنغرس في جسدي رويدا رويدا: الى متى ابقى وحيدة.. الى متى.. وهل سأموت وحيدة كما عشت.. علما انني عشت بعد طلاقي من زوجي عددا من قصص الحب الخائبة. انا بحاجة لتعقيباتكم وآرئكم.. فلعلي اجد فيها بعضا من السلوى والامل الهارب. ولعلها تخرجني من وحدتي ولو للحظات اتمناها دون ادركها.
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط!