برزت من بين الرسائل التي حملها الينا بريدنا الالكتروني هذا الاسبوع رسالة من ام في الاربعينيات من عمرها، تتحدث فيها عن معاناتها الحياتية اليومية، بعد ان كبر ابناؤها وبناتها وانشغل كل منهم اما بدراسته الجامعية واما بعمله، فيما بقيت هي وحيدة تعاني من مشكلة الفراغ في بيت كبير باتت جدرانه مصدر ازعاج لها بعد ان ضجت بغدو ِ الابناء ورواحهم.
تبدأ هذه الام باستعراض معاناتها قائلة: تزوجت في عمر مبكرة من رجل يكبرني قليلا، وسرعان ما وجدت نفسي اما لعدد من الابناء والبنات، تعاونت انا وزوجي على تربية ابنائنا افضل تربية، وكان لنا ما اردنا فقد سجل هؤلاء الابناء تفوقا ملموسا في دراستهم حتى الثانوية، وانتقل كل منهم للدراسة في هذه الجامعة او تلك. بعضهم تخرج وتسلم عملا لائقا، والبعض الآخر ما زال يتلقى تعليمه الجامعي. وقد مضى كل ما اردناه كما خططنا له وافضل، وذلك بالتعاون البناء بيني وبين زوجي وابنائنا.
وتواصل صاحبة الرسالة قائلة: بعد توجه الابناء الى الدراسة او العمل، وجدت نفسي وحيدة في البيت، اعاني الوحدة والتساؤل الملح، ماذا فعلت انا لنفسي، صحيح انني اديت واجبي نحو الابناء على افضل ما يكون، بشهادة الجميع، لكن ماذا فعلت لنفسي؟ وماذا بامكاني ان افعل وانا ما زلت اشعر انني في الذروة من المقدرة على العطاء؟
وتتوجه صاحبة الرسالة الى الاخوة قراء "فرفش" طالبة منهم مساعدتها في العثور على حل مناسب لمعاناتها.. فهل تتوجه الى العمل وبامكانها ان تقوم به؟ ام تقوم بالتطوع لهذه المؤسسة او تلك، وتشير الى ان وضعها المالي مع زوجها مستقر.. وان ما يقلقها هو وقت الفراغ والملل وليس المال.
ملاحظة: الصور للتوضيح فقط!